القـ.ـائد العام لـ(قسـ.ـد): لا اتـ.ـفاق شامل مع دمشق دون ضـ.ـمان حقـ.ـوق الكرد في الدسـ.ـتور الجديد

في حوار مطوّل مع وكالة “ميزوبوتاميا” للأنباء، أجراه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي”، يوم أمس، الأحد، أكد أن الاتفاق مع الحكومة السورية الانتقالية لن يكتمل قبل معالجة القضايا الجوهرية المتعلقة بالدستور وشكل الحكم (إدارة سوريا بشكل مركزي أو لا مركزي أو فيدرالي) وضمان حقوق مكونات الشعب السوري، ومنها حقوق الشعب الكردي.
وأشار القائد العام لـ(قسد) إلى وجود توافقات وتفاهمات مع دمشق، معتبراً أن مساهمة قواتهم في الجيش السوري المزمع تشكيله تمثل عاملاً يعزز الاستقرار ويقود إلى ترسيخ السلام في البلاد.
وكشف “عبدي”، وللمرة الأولى، أن مناطق شمال وشرق سوريا تحتل موقعاً هاماً في محور السياسات الإقليمية والدولية، بفضل موقعها الإستراتيجي وقواها المجتمعية والسياسية والعسكرية، إضافة إلى مواردها وتركيبتها السكانية المتنوعة، لافتاً إلى أن هذه المواضيع تمت مناقشتها خلال لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
وذكر القائد العام لـ(قسد)، أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك نقل إليه خلال محادثة هاتفية تفاصيل النقاشات التي تناولت الأوضاع في مناطق شمال وشرق سوريا، ودور (قسد) الهام والمحوري في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا، مشيراً إلى مشاركة وزير الخارجية التركي حقان فيدان في بعض الاجتماعات التي عُقدت في واشنطن مع الوفد السوري برئاسة “الشرع”، موضّحاً أن الاجتماعات اتسمت بالإيجابية وأن الموقف التركي كان أقل حدة هذه المرة، رغم استمرار الاعتراضات المعتادة من أنقرة، وقال إن ترامب طلب من الشرع حل مسألة دمج قوات سوريا الديمقراطية عبر الحوار.
كما أوضح أن اجتماع البيت الأبيض ناقش تضحيات (قسد) ضد الإرهاب وأهميتها في سوريا.وفي سؤال حول مشاركته في منتدى السلام والأمن في دهوك بإقليم باشور كردستان إلى جانب الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية “إلهام أحمد”، أكد أن اللقاءات في الإقليم حملت طابعاً إيجابياً، وأنها تمثّل بداية جديدة للعلاقات بينهما.
وأضاف “نتوقّع أن تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق مهمة نحو توحيد الموقف الكردي في سوريا وتقديم الدعم الدولي للقضية الكردية”.
ولفت الانتباه إلى نقطة هامة عندما قال “في دهوك، ناقشنا قضايا تتعلق بالوحدة الكُردية في المنطقة والسُبُل التي يمكن أن تساعدنا في تعزيز التنسيق العسكري والسياسي بيننا”.
وبيَّن أنه على هامش مشاركته في المنتدى؛ عقد لقاءات مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ركزت بمجملها على قضايا السلام والحوار في الشرق الأوسط وروجآفا وشمال وشرق سوريا، إلى جانب ملف الوحدة الوطنية الكردية في روجآفا وعموم كردستان.
وأشار عبدي إلى أن وحدة القوى والأحزاب الكردية كانت محور نقاشات المنتدى، منوّهاً إلى مشاركة ممثلي المجلس الوطني الكردي في الحوارات المتعلقة بتعزيز الوحدة الوطنية الكردية، معتبراً أن عدم تمكن الوفد الكردي المشترك المنبثق عن كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي التوجه إلى دمشق يعود إلى مواقف حكومة دمشق، التي تركز على حل الملفات العسكرية أولاً، ولا تولي أهمية للملفات السياسية.
وفي السياق ذاته؛ أوضح أن دمشق ترفض حتى الآن مناقشة الملفات الدستورية والسياسية قبل حسم القضايا العسكرية والأمنية، معتبراً أن هذا النهج غير صحيح ولا يفضي إلى حلول مستدامة، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد الوفد الكردي بالتوجه إلى دمشق بمجرد توفر الإرادة السياسية لدى حكومة دمشق.
وعبّر “عبدي” عن اعتقاده أن انضمام قوات سوريا الديمقراطية للجيش السوري سيساهم في تعزيز قوته وتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد، وقال “يجب أن تكون قواتنا جزءاً من الجيش السوري، وينبغي ألا يخشى أحد من هذا، بل يجب أن يتم النظر إلى ذلك بشكل إيجابي”.
وشدد على أن قواتهم هي الأكثر تنظيماً وخبرة في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، وأنها تضم مختلف مكونات شمال وشرق سوريا، مؤكداً أن دماء الشهداء يجب ألا تذهب هدراً، وأن الاندماج يجب أن يضمن دوراً مهماً لقواتهم داخل الجيش.
وأوضح أن المعضلة الأساسية في المفاوضات مع دمشق تكمن في عدم تنفيذ ما يُبحث في الاجتماعات، متوقعاً اتخاذ خطوات عملية قبل نهاية رأس السنة، خاصة بعد الاتفاقات العسكرية الأولية التي تم التوصل إليها في دمشق بحضور مسؤولين أمريكيين، في حين أشار إلى بقاء القضايا الجوهرية المتعلقة بالدستور وشكل الدولة معلقة إلى وقت آخر.
وكشف أن أطرافاً، لم يسمها، تتهم قوات سوريا الديمقراطية بالتسبب في تعطيل تنفيذ بنود اتفاق 10 مارس/ آذار، معتبراً أن هذا مغاير للحقائق، حيث تتم مشاركة وثائق التفاوض مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وهي تثبت أن (قسد) التزمت بكل ما هو مطلوب منها، مؤكداً أن (قسد) أرسلت رؤيتها إلى دمشق مكتوبة حول الملفات الإدارية والأمنية وحماية دير الزور والحدود وملف النفط، إضافة إلى مقترات حول آلية دمج القوات وتسمية المرشحين للمناصب، لافتاً إلى عدم تلقيهم أي رد من دمشق حتى الآن.
وأضاف “نحن لم نكن السبب في تأجيل المفاوضات، الجميع يعلم أن الطرف الآخر هو من يؤجل الأمور، ونحن جاهزون دائماً للتوصل إلى حلول سلمية وفعّالة”. وحول بناء الثقة بين الطرفين؛ أوضح “عبدي” أن بناء الثقة يتطلب خطوات متبادلة، مثل السماح بعودة أهالي عفرين المهجّرين وسري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض بحرية وكرامة إلى مناطقهم مع توفير ضمانات بعدم التعرض لأحد منهم، إضافة ضرورة تسوية ملف التعليم والشهادات الدراسية الصادرة عن جامعات شمال وشرق سوريا أسوة بما جرى في إدلب وإعزاز.
وفيما يتعلق بالدستور؛ شدد “عبدي” على ضرورة تعديل بعض مواد الإعلان الدستوري الحالي، وبما يتوافق مع اتفاق 10 مارس/ آذار، وبشكل يضمن مشاركة جميع الأطراف في الحكومة وضمان حقوق الشعب الكردي.
وفي هذا الصدد قال “لا يمكن تحقيق اتفاق شامل مع دمشق دون ضمان حقوق الكرد في الدستور الجديد”، مبيناً أن “هذه النقطة محورية كانت في محادثاتنا، وقد تم الاتفاق على أن حقوق الكُرد يجب أن يكون معترفاً بها في الدستور”.
وأشار إلى الحاجة إلى دستور جديد، موضحاً أنه يجري الإعداد له عبر لجنة تمثل جميع القوى والمكونات السورية، مضيفاً “وهو عمل قد يستغرق بين عامين وثلاثة أعوام”، حسب قوله.
وفي ختام حواره، تطرق القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي” إلى علاقات قواته مع المكونات الأخرى من المجتمع السوري، واصفاً إياها بأنها “تشمل الجميع”، من دروز، علويين، سنة، إسماعيليين ومسيحيين، مشيراً إلى أنها “ليست علاقة جديدة، بل تمتد لسنوات”، مشدداً بذات الوقت على ضرورة أن ينضم للمفاوضات مع حكومة دمشق ممثلون عن مختلف المكونات والمناطق السورية، بما في ذلك الدروز والعلويون، لضمان الوصل إلى اتفاق شامل يدعم الاستقرار، وفق وصفه.




