جـ.ـدل حول عـ.ـزم الحـ.ـكومة الانتقالية طـ.ـباعة عـ.ـملة جديدة في روسيا

كشفت سبعة مصادر مطلعة ووثائق اطلعت عليها وكالة رويترز أن الحكومة الانتقالية في سوريا تستعد لإصدار أوراق نقدية جديدة، تتضمن حذف صفرين من العملة المحلية.
وبحسب وثيقة رسمية، أبلغ مصرف سوريا المركزي البنوك الخاصة منتصف آب بعزمه المضي في هذه الخطوة. وأكد خمسة مصرفيين ومصدر في البنك المركزي ومسؤول اقتصادي سوري أن القرار يشمل حذف صفرين من العملة، على أن تبدأ البنوك الاستعداد لإصدار الأوراق الجديدة بحلول منتصف تشرين الأول.
وقالت رويترز إنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت عملية إعادة تقييم الليرة ستتطلب موافقة تشريعية، في وقت كشفت فيه مصادر مصرفية سورية أن اتفاقاً أُبرم مع شركة غوزناك الروسية الحكومية، الخاضعة للعقوبات الغربية، لطباعة العملة الجديدة، وذلك خلال زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى موسكو أواخر تموز.
الخبير الاقتصادي السوري كرم شعار، المستشار لدى الأمم المتحدة، اعتبر أن تغيير الأوراق النقدية التي تحمل صورة بشار الأسد يمثل تحولاً سياسياً ضرورياً، لكنه حذّر من أن هذه الخطوة قد تربك المستهلكين، خصوصاً كبار السن، في ظل غياب إطار تنظيمي واضح أو خطة لتطبيقها بشكل كامل على مستوى البلاد، بالنظر إلى تباين السيطرة الميدانية بين مناطق النفوذ المختلفة.
الباحث السوري مالك حافظ اعتبر أن التوجّه المحتمل للحكومة الانتقالية نحو إعادة طباعة العملة السورية في روسيا عبر شركة غوزناك المملوكة للدولة الروسية يمثّل “انزلاقاً خطيراً”.
وأوضح أن خطورة الأمر لا تكمن في دلالات الانفتاح على موسكو، بل في هوية الشركة ذاتها، إذ تخضع للعقوبات الأميركية ويثقل سجلّها تورطها في طباعة مليارات الأوراق النقدية لصالح سلطات الشرق الليبي، والتي أثارت حينها جدلاً واسعاً باعتبارها أقرب إلى عملة موازية تفتقر إلى الشرعية.
وأشار حافظ إلى أن الانعكاس السياسي لمثل هذه الخطوة سيكون “بالغ الخطورة”، لأنها ستعزز صورة السلطة الانتقالية ككيان يفتقر إلى رؤية اقتصادية رشيدة، وتضعها في مواجهة اعتراضات دولية وربما عقوبات جديدة نتيجة التعامل مع مؤسسة مدرجة على لوائح العقوبات الأميركية. وأضاف أن ما كان يُفترض أن يشكّل لحظة لبناء الثقة، قد يُقرأ كإعادة إنتاج لآليات سلطات الأمر الواقع، الأمر الذي يضعف موقع السلطة الانتقالية داخلياً وخارجياً.