مقالات رأي

شكل مصالحة إيران مع السعودية والخليج من يصدقها؟!

المحامي أدوارد محشوش

من يعتقد أن إيران صادقة في رغبتها المصالحة مع السعودية والخليج، بما يزيد عن اعادة العلاقات الديبلوماسية يقع في فساد الأستدلال.

في اليمن حدود المصالحة هي وقف مؤقت لأطـ ـلاق الـ ـنار وتبادل اطلاق جزء من الأسـ ـرى وما عدا ذلك من توريد أسلـ ـحة من الطرفين او الوجود العسـ ـكري لكليهما فهي قضايا محل تفاوض في زمن غير محدد.

في سورية ما عدا اعادة العلاقات الديبلوماسية مع النظام وربما اعادته الى الجامعه بشروط تعهده تنفيذ القرار الدولي لا يوجد أي خطوات باتجاه فك تحالف النظام مع ايران ولا عن وجود
الحرس الايراني والميليشـ ـيات التابعه له
وقوات حرب الله فهي كلها قضايا لحوار مستقبلي دون وجود ذكر لها أو سقف زمني لها .

في لبنان ما عدا إمكانية التوافق على رئيس جمهورية فان التواجد الايراني، عبر حزب الله وتمويله بالمال والسلاح هو قضية مؤجلة وليس هناك ذكر لها أو سقف زمني لحلها ..

في العراق ما عدا تسهيل تشكيل حكومة مشتركة فان الدور الايراني ووجود ميليشيات تابعه هو قضية خلافية متفاوض عليها وليس لها سقف زمني .!

من كل ذلك فان ما يسمى مصالحة هي خطوة شكلية لا تتعرض ولا تتضمن الاتفاق على أي بند خلافي مهم في الزمن المنظور!.

ما دام الأمر كذلك فلماذا ايران وهي الفريق الاقوى في الخلافات تذهب إليها عبر الوساطة الصينية الشكلية والاعلامية ؟

المصالحة هذه ليست وعلى كل الجبهات سوى فسحة زمنية لتحقيق حد أدنى من وقف اطـ ـلاق النـ ـار ولا تتضمن حلا ولا موعدا لحل أي خلاف.

إيران وهذه هي الحقيقة تحتاج لهذه الفسحة الزمنية للظهور عالميا بمظهر الدولة الراغبة في السلام بهدف اقناع الولايات المتحدة انها مستعدة وجاهزة لتنفيذ الشروط الاميركية لاعادة الاتفاق الـ ـنووي .

كل هذه التحركات الايرانية خالية من المضمون ومؤقتة ولا تغيير في الهدف الرئيسي وهو امتداد الثورة الايرانية الى كل الجوار.

ومن ناحية النووي هذا الحراك سيمنع الولايات المتحدة من دعم خطة اسرائيل بقصف المشروع النـ ـووي بحجة أن إيران تغيرت أو مستعدة لذلك .
إيران تحتاج لفترة زمنية شهرا او اثنين لإنجاز قنبلتها النووية وبعدها سترمي بكل المصالحات والاتفاق النـ ـووي الى سلة المهملات.
مع لا تطبيع دولي ولا رفعا للعقوبات الدوليةتصبح المصالحة المحلية فترة لمنع اسرائيل من شن هجومها وهي اكذوبة لا يصدقها غير المجانين ولا يروج لها غير المنافقين! ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى