آخرى

‏ملتقى نساء الاتحـ.ـاد الديمـ.ـقراطي يضـ.ــع السـ.ـلطة الخـ.ـفية للأنظـ.ــمة القـمــ.ـعية تحت المجهر‏‏


شهدت مدينة الحسكة انعقاد الملتقى الثاني لمجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي خُصص هذا العام لمناقشة مفهومي «القاتل الزمروي» و«الكومونة»، كما طرحهما القائد عبد الله أوجلان في إطار رؤيته حول السلطة والمجتمع التحرري.

‏الملتقى، الذي أقيم تحت شعار «الحياة الندية الحرة ضمان بناء مجتمع كومينالي ديمقراطي»، جمع نحو 180 مشاركاً ومشاركة من ممثلي الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية والأحزاب والمنظمات النسوية والحقوقية والثقافية، ضمن المرحلة السادسة من حملة مناهضة العنف ضد المرأة.

‏في المحور الأول، تناولت نورشان حسين، الرئيسة المشتركة لمجلس العلاقات الدبلوماسية في شمال وشرق سوريا، مفهوم «القاتل الزمروي»، الذي وصفته بأنه «قوة سلطوية خفية تتسلل إلى مؤسسات المجتمع من تعليمٍ وإعلامٍ ودينٍ وحتى إلى البنى الثورية ذاتها». وأضافت أن هذا «القاتل» لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يفرض هيمنته من خلال الاقتصاد الرقمي وثقافة الشاشة والخوارزميات، مفرغاً الإنسان من استقلاله الفكري.

‏وربطـ.ـت نورشان حسين المفهوم بفكر الفيلسوفين ميشيل فوكو وحنة أرندت حول أشكال القـ.ـمع الحديثة، مؤكدة أن مواجـ.ـهة هذه البنية تتطلب تفكــ.ـيك أدوات السيطرة وإعادة بناء الوعي المجتمعي على أسس نقدية وإنسانية.

‏أما المحور الثاني فقد ركز على الحلول السياسية والاجتماعية لتحقيق المساواة والعدالة، حيث دعت بروين يوسف، الرئيسة المشتركة للحزب، إلى إحياء نموذج «الكومونة الأمومية» الذي يراه أوجلان أساساً لبناء مجتمع ديمقراطي يشارك فيه الجميع في صنع القرار. واستشهدت بتجربة قرية المرأة “جينوار” في شمال وشرق سوريا كنموذج واقعي يترجم هذه الفلسفة على الأرض.

‏وأكدت يوسف أن إعادة بناء المجتمع على أسس العدالة لا يمكن أن تتحقق من دون تحرر المرأة الكامل، قانونياً واقتصادياً واجتماعياً، مشددة على ضرورة إدراج مناهج تعليمية جديدة تُعزز الفكر النقدي والمساواة، وتكسر إرث الهيمنة الذكورية الممتد منذ العصور القديمة.

‏كما اعتبر المشاركون أن تطبيق نظام الكومينات هو السبيل العملي لبناء حياة مشتركة متوازنة، تنهي احتكار السلطة وتعيد توزيعها بشكل ديمقراطي بين النساء والرجال.

‏ومن المنتظر أن يصدر الملتقى بياناً ختامياً يلخص رؤى وتوصيات المشاركين بشأن مواجهة «القاتل الزمروي» وتوسيع التجارب الكومينالية في شمال وشرق سوريا، في خطوة توصف بأنها تجديد للنقاش حول التحرر الاجتماعي والنسوي في مواجهة السلطة غير المرئية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى