مرور 36 عامًا على اغـ.ـتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو.. “رمز النضال الكردي”

تحل اليوم الذكرى السادسة والثلاثون لاغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو، السكرتير السابق للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، ورفاقه في العاصمة النمساوية فيينا أثناء اجتماع كان يهدف لحل قضية الكرد مع وفد إيراني.
في مثل هذا اليوم قبل 36 عامًا، اغتيل الدكتور عبد الرحمن قاسملو، السكرتير السابق للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، مع اثنين من رفاقه أثناء اجتماع في العاصمة النمساوية فيينا مع وفد إيراني كان يُفترض أن يبحث حل قضية الكرد. وكانت هذه الاجتماعات تهدف إلى التفاوض حول حقوق الكرد في إيران، إلا أن الوفد الإيراني استغل الفرصة لاغتيال قاسملو ورفاقه.
بدأ عبد الرحمن قاسملو نضاله السياسي في عام 1945 بتأسيس اتحاد الشبيبة الديمقراطية في مدينة أورمية. وبعد عام من تأسيس جمهورية كردستان في مهاباد، اضطر قاسملو للانتقال إلى طهران لمواصلة دراسته بعد انهيار الجمهورية.
في عام 1948، انتقل قاسملو إلى باريس لمواصلة تعليمه، حيث حصل على شهادة في العلوم الاجتماعية والسياسية من جامعة براغ في عام 1952. بعد ذلك، عاد إلى إيران وانضم إلى حزب “تودى إيران”، وهو حزب يساري شامل. بعد فترة وجيزة، عاد إلى مهاباد وتولى مسؤولية العمل الحزبي هناك.
بعد انقلاب 19 آب 1953 في إيران، اضطر قاسملو للعيش في سرية بينما كان يواصل نشاطه السياسي في طهران وشرق كردستان. وفي عام 1957، عاد إلى تشيكوسلوفاكيا وحصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة براغ في عام 1962، حيث عمل أيضًا كأستاذ.
في عام 1970، عاد قاسملو إلى شرق كردستان وبدأ مع عدد من الأعضاء الآخرين في إعادة تنظيم الحزب. وفي حزيران 1971، أصبح عضوًا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، وانتُخب سكرتيرًا عامًا للحزب في عام 1973.
بعد انهيار النظام الملكي في إيران، بصفته سكرتيرًا عامًا للحزب الديمقراطي الكردستاني، واصل قاسملو التفاوض مع الحكومة الإيرانية، بينما كان يعمل على تحقيق الحكم الذاتي لكردستان والديمقراطية لإيران. إلا أن هذه الجهود لم تؤد إلى أي نتائج ملموسة.
مع تزايد قوة النظام الإسلامي في إيران وتعاون الأحزاب الكردية مع النظام، اضطر الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الانتقال إلى خارج حدود إيران ونقل مقاره إلى إقليم كردستان.
في عام 1986، وجه قاسملو رسالة إلى القادة الإيرانيين في إطار تصعيد الصراع، حيث توسط عدد من الشخصيات السياسية البارزة، بما في ذلك جلال طالباني وأحمد بن بلا. وفي عام 1988، بدأت مفاوضات بين قاسملو وإيران في أوروبا، حيث كان يعتقد أن “القضية الكردية في إيران” لا يمكن حلها عسكريًا.
تألف الوفد الإيراني من محمد جعفري السحرارودي ومصطفى أجودي، بينما حضر قاسملو مع نائبه عبد الله قادري آزر. عقدت جولتان من المفاوضات في فيينا، لكن في الجولة الثالثة، قُتل قاسملو ورفاقه في 13 تموز 1989 على أيدي الإيرانيين الذين حضروا الاجتماع.
رغم أن الشرطة النمساوية اعتقلت دبلوماسيين إيرانيين بعد الحادث، إلا أنه تم إطلاق سراحهم لاحقًا. وقد أدت ضغوط الحكومة الإيرانية إلى إغلاق التحقيق في اغتيال قاسملو، بحجة عدم كفاية الأدلة.
عثرت الشرطة النمساوية على الأسلحة المستخدمة في الجريمة وأكدت أنها جاءت من إيران. ووفقًا لنسيرين قاسملو، زوجة الدكتور قاسملو، هددت الحكومة الإيرانية الحكومة النمساوية بإفشاء معلومات حول بيع الأسلحة لإيران والعراق خلال الحرب، مما دفع النمسا إلى التزام الصمت.
في عام 1997، كشف إيريش ماكسيميليان شميدت، رئيس القسم السياسي في وزارة الخارجية النمساوية، في مقابلة مع صحيفة “دي ستاندارد”، أن السفارة الإيرانية هددت بخلق مشاكل للمواطنين النمساويين في إيران إذا استمر التحقيق.
يقول منتقدو قاسملو إنه كان قائداً نخبويًا بعيدًا عن قواعد حزبه. ويشيرون إلى أنه كان ينبغي أن ينسحب من المفاوضات مع الإيرانيين قبل تعرضه للاغتيال.
تظل ذكرى الدكتور عبد الرحمن قاسملو ورفاقه حية في قلوب الكرد وكل من يناضل من أجل الحرية والعدالة. تضحياتهم تذكرنا دائمًا بأهمية النضال من أجل الحقوق والمبادئ الإنسانية.