مقالات رأي

حقاً …. نحن أمةٌ بحاجةٍ إلى تنميةٍ سياسيه !


مايحز في النفس هذا الواقع الذي نمر به من العدد المفرط من الأحزاب والتي شكلت بحد ذاتها عقبة حقيقية أمام الكثير من الآمال المعقودة على حركتنا الكُردية في سوريا , وما يحز في النفس أكثر عدم فاعلية معظمها أو تفاعلها مع وفي الأحداث التي تمر بها منطقتنا بشكلها العام .
إذاً , نحن أمام معضلة حقيقية , وآن لنا أن نعمل جاهدين وبإخلاص وتفانٍ وبعقلانية ونلعب دوراً ريادياً في إيجاد الحلول الناجعة لها ، وبإعتقادي أن هناك أموراً هامة ومهمة , يجب علينا أن نسلك السبل التي ترشدنا وتدلنا على أن ننجز المهمة الملقاة على عاتقنا , وذلك لكي نحفظ حقوق شعبنا ونفسح المجال لآمالهم , و إن وسائل تحقيق ذلك يأتي بشكل رئيسي من التنمية السياسية , وهنا لابد لنا من إلقاء الضوء عليها عسانا نستفيد منها , ولو بحدها الأدنى .
نعلم جيداً أن هذا المفهوم , وأقصد به التنمية السياسية تعني عملية تحويل أو تغيير حالة سياسية إلى حالة أفضل منها والتي تؤدي بدورها إلى رفع المستوى من مستوى أدنى نسبياً إلى مستوى أعلى وأفضل نسيباً , لهذا تعتبر التنمية بحد ذاتها ضرورة ووسيلة الإنسان وغايته , وهي بمفهومها الواسع وبكل جوانبها وأبعادها تشمل كل جوانب الحياة ؛ المجتمع ، الإقتصاد ، الإدارة ، والسياسة والإنسان ، والثقافة , وغير ذلك من جوانب الحياة .
و يُقصد بالتنمية كذلك إحداث تطور في مجال ما بواسطة تدخل أطراف وإستعمال أدوات من أجل الوصول إلى التطور والرُقي .
كما أحب أن أُشير إلى نقطة هامة هي أن التنمية بحد ذاتها عنصر أساسي للإستقرار والتطور الإنساني والإجتماعي ، وهي عملية تطور شامل أو جزئي مستمر ، وتتخذ أشكالاً مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني إلى الرفاه والإستقرار والتطور بما يتوافق مع إحتياجاته وإمكانياته الإقتصادية والإجتماعية والفكرية .
كما بَيّنتُ فالتنمية ضرورية بكل الجوانب الإنسانية من مجتمع وإقتصاد وسياسة وخلافه …..
فبالعودة إلى إضاءة مفهوم التنمية السياسية حَرِّيٌ بنا أن نوضح بأن مفهوم التنمية السياسية من المفاهيم يصعب الإجماع على ضبطها أو تحديد تعريف محدد لها ، ويعود سبب صعوبة ضبط أو تحديد تعريف لحداثة مفهوم التنمية السياسية , ولأنه مفهوم مركب من مصطلحين أو مفهومين ، وكثيراً ما يقع الخلط بينه وبين مفاهيم أُخرى قريبة منه ، وربما رآها البعض مرادفة له مثل التحديث السياسي ، الإنفتاح السياسي ، الإصلاح السياسي ، الإنتقال السياسي , وكذلك لأنه يضم مفاهيم فرعية غامضة بدورها ، مفاهيم سياسية وأيديولوجية وأخلاقية وفلسفية غير قابلة للقياس الدقيق والملاحظة العلمية مثل العدل والمساواة والقدرة وغيرها .
إن التنمية السياسية تعمل على إحداث مجموعة المتغيرات لنقل المجتمع من نظام تقليدي إلى نظام حديث , وإحداث تحول في قدرة الإنسان وقابليته السياسية على الأخذ بزمام المبادرة من أجل تأسيس وتطوير بنى جديدة وقيم عصرية قادرة على استيعاب ما يعرض من مشكلات والسعي لحلها والتكيف مع المطالب والتغيرات المستمرة ، والسعي من أجل تحقيق أهداف جديدة ، وإن أي نظام سياسي يفشل من خلال مؤسساته في التكيف مع متطلبات ومستجدات بيئته الداخلية والخارجية يتعرض النظام السياسي لأزمات منها أزمة الهوية وأزمة الشرعية وأزمة المشاركة وأزمة التوزيع وأزمة التغلغل .

خليل حاجى

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى