حواراتمانشيت

فوزة يوسف: خلقنا ثورة يمكن أن تكون مبادئها ومكتسباتها مخرجاً لكل السوريين

شددت فوزة يوسف على ضرورة تكاتف المكونات السورية معاً والتحضير لحرب شعبية لمقاومة الاحتلال التركي، ودعت النساء إلى تعزيز إرادة المقاومة، وقالت بمناسبة 19 تموز: “علينا أن نعمل لإيصال رسالتنا لكل المناطق الأخرى من سوريا، وهي أننا خلقنا ثورة يمكن أن تكون مبادئها ومكتسباتها مخرجاً لكل السوريين”.

يصادف الـ 19من تموز الجاري، الذكرى السنوية العاشرة لثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا، ولتقييم دور المرأة فيها وما حققته من مكتسبات، إلى جانب ما يقع على عاتقها في هذه المرحلة، أجرت وكالتنا حواراً مع عضوة هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، فوزة يوسف.

ونص الحوار كالتالي:

  • تدخل ثورة ١٩ تموز عامها الحادي عشر، على الرغم من جميع الهجمات والتهديدات التي تطالها من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها لا تزال الثورة متمسكة بأهدافها وتواصل نضالها، برأيكم ما الأسباب التي تجعل من هذه الثورة متمسكة بأهدافها؟

في البداية أبارك ثورة ١٩ تموز على شعوب شمال وشرق سوريا وكل الأحرار في العالم، نعم الثورة تعرضت لهجمات وما زالت تتعرض يومياً للتهديدات، لكنها ما زالت تحافظ على كينونتها، والسبب الرئيس الذي يجعلها تستمر ويجعلها متمسكة بأهدافها هو القيم والفكر التحرري الذي تستند عليه.

هذه الثورة اعتمدت نظرية الأمة الديمقراطية التي تخاطب كل القضايا التي عانت منها المكونات واحتوت الحل الأمثل لها. حيث حصلت المكونات ولأول مرة على إمكانية إدارة نفسها دون أي إقصاء أو تمييز، اعتماد الثورة على القيم الديمقراطية وحرية المرأة أعطاها قوة لمجابهة الهجمات والتمكن من هزيمتها، هذه الثورة بدأت في كوباني لكنها انتشرت في كل شمال وشرق سوريا، كانت كردية في البداية لكنها أصبحت الآن عربية وسريانية وتركمانية وأرمنية، لأنها احتضنت كل الهويات التي كانت مهمشة وفتحت المجال لها لتعبر عن نفسها.

  • برأيكم لماذا تسعى دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها للنيل من أهداف ومكتسبات ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا واستهدافها واحتلالها، وبالتالي اجتثاثها من جذورها؟

الدولة التركية دولة فاشية وتحكم من قبل نظام ديكتاتوري، فهي عدوة للشعوب والأديان والمعتقدات وهي ترفض الهويات المختلفة لأنها عنصرية، هذه الدولة التي تحولت إلى بؤرة للإرهاب الدولي ترى ثورة روج آفا والإدارة الذاتية الديمقراطية خطراً عليها، لأنها ترى الديمقراطية، حرية المرأة، التعايش السلمي بين الشعوب خطراً على نظامها الاستبدادي، لدى تركيا مطامع وتريد أن تحقق ذلك، لكن الإدارة الذاتية وثورة روج آفا قاومتا ذلك ووقفتا حجر عثرة في طريق آمالها العدوانية في سوريا، هذا بالإضافة إلى أن الدولة التركية تكن العداء للشعب الكردي وترفض أن يملك الكرد حقوقهم بأي شكل كان.

  • في السياق نفسه، يواصل المحتل التركي شن الهجمات على المنطقة، فإذا ما هاجم، ما هو دور مكونات شمال وشرق سوريا لصده؟ كيف يجب أن يكون ردها؟

الدولة التركية لها مطامع توسعية في المنطقة، وخاصة في سوريا نظراً للصراع الدولي الذي تستغله من أجل تحقيق ذلك، تركيا تريد أن تحقق حلم أردوغان الذي اعترف به في بداية الحراك الشعبي في سوريا وهو إقامة الصلاة في الجامع الأموي، فهي تستهدف وحدة الأراضي السورية، وتريد أن تستعيد ما خسرته بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، لذلك فهي ذات أهداف استعمارية، فهي عدوة للعرب والسريان الآشور والأرمن والكرد، وكل المكونات وكل الهويات، ما قامت به في عفرين وسري كانيه وتل أبيض خير دليل على مستوى العداء الذي تكنه تركيا للشعوب، لهذا السبب يجب أن نتكاتف معاً من أجل مقاومة هذا المحتل، ويجب أن نوحد صفوفنا وأن نشكل جبهة قوية لصد هذا العدو الذي يريد أن يستولي على أراضينا وبيوتنا، ويقضي على مكتسبات الشعوب الساعية للعيش بحرية وكرامة.

يجب أن يتسلح كل مَن يملك القوة وأن نحضر أنفسنا لحرب شعبية، يجب أن تدرك الدولة التركية أن الشعوب ستقاوم كما قاومت داعش وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات الإرهابية المرتزقة، ويجب أن تثق بقوتها الذاتية وأن تقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية.

فالدفاع عن أرضنا وعرضنا هو واجب على كل إنسان وطني وكل من يريد العيش بحرية وكرامة، وهو ليس واجباً على القوات العسكرية فقط، من أجل ردع هذا العدوان يجب أن يكون ردنا قوياً ويمكن أن يتحقق ذلك بإبداء المقاومة.

  • في ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا، يتم استهداف المرأة بشكل خاص إما مباشرة بالأسلحة والطائرات المسيّرة أو بشكل غير مباشر عبر ممارسة الحرب الخاصة، ولكن على الرغم من ذلك تواصل النساء والتنظيمات والحركات النسائية أعمالها وفعالياتها ونشاطاتها بقوة، إذا ما هاجمت دولة الاحتلال التركي المنطقة، ما دور طليعيات ورياديات ثورة روج آفا التي تعرف بثورة المرأة، وكيف يجب أن يكون موقفهن؟

تعتبر المرأة من أكثر الفئات التي تعاني من تداعيات الاحتلال الكارثية، تملك المرأة اليوم في شمال وشرق سوريا كل الحقوق والحريات، وهي تتمتع بامتيازات غير موجودة في أي منطقة في العالم، لذلك ومن أجل حماية ما حصلت عليه يجب أن تقاوم، يجب أن تقوم بدور قيادي في مجال الحماية والدفاع، كما قامت به في بداية الثورة، الجميع سيخسر عند احتلال مناطق جديدة ولكن الخاسر الأكبر سيكون المرأة لأن الفاشية التركية هي عدوة لحرية النساء بقدر ما هي عدوة للديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب.

ما تتعرض له النساء في عفرين من خطف واغتصاب يدل على وحشية هذا الاحتلال وعدائه للمرأة. لقد قامت المرأة في مواجهة داعش بتحقيق بطولات هزت العالم، والدولة التركية تملك نفس ذهنية وسلوكيات داعش، إذاً يجب أن تقوم النساء بتعزيز إرادة المقاومة، وأن تكون قوة دفع للمجتمع بأجمعه، لأنه بالفعل إذا ما قامت امرأة بإبداء موقف بطولي فيمكن أن تؤثر على المجتمع أجمعه، علينا كنساء أن ندرك جيداً أن إرادتنا وموقفنا ومشاركتنا يمكن أن يكون لها تأثير لا حدود له وهذا ما تم إثباته في الفترة الماضية.

  • بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لثورة ١٩ تموز، والتي اتخذت شعار “سنقضي على الاحتلال ونبني سوريا ديمقراطية” لماذا تم اختيار هذا الشعار، وبرأيكم كيف سيتم بناء سوريا ديمقراطية؟ وكيف يجب أن تلعب المرأة فيها دوراً؟

اختيار هكذا شعار لم يأتِ من العبث، من أهدافنا الأساسية إنهاء الاحتلال؛ لأنه لا يمكن تحقيق أهداف الثورة والاحتلال ما زال مستمراً ومناطقنا تتعرض يومياً للهجوم والتغيير الديمغرافي من قبل دولة الاحتلال التركية التي تُمارس حرب الإبادة ضدنا وتستهدف قيمنا المادية والمعنوية، لذلك دحر الاحتلال من أولوياتنا لتحقيق الاستقرار والبناء وترسيخ قيم ثورة ١٩ تموز، أما بالنسبة للقسم الآخر من الشعار وهو بناء سوريا ديمقراطية، فإننا بذلك نؤكد أننا جزء من سوريا وبأننا نرى أنفسنا مسؤولين أمام التحول الديمقراطي في كل سوريا وليس مناطقنا فقط.

الثورة بدأت في شمال وشرق سوريا لكن الهدف الأساسي لهذه الثورة كان وما يزال تحقيق الديمقراطية في كل سوريا وهذا يمكن أن يكون الضامن الوحيد لاستمرارية ثورة ١٩ تموز. من أجل تحقيق ذلك هناك حاجة للنضال والإصرار والعزيمة، ويمكن أن تلعب المرأة دوراً مهماً في ذلك، علينا أن نعمل لإيصال رسالتنا إلى المناطق الأخرى في سوريا، وهو أننا خلقنا ثورة يمكن أن تكون مبادئها ومكتسباتها مخرجاً لكل السوريين لما تعتمده من قيم ديمقراطية تحررية، ويجب أن نفهم كل السوريين بأننا في ظل نظام ديمقراطي يمكن أن نضمن حقوقنا وننهي الأزمة وتدخل القوى الخارجية في مصيرنا.

  • من أجل الدفاع وحماية مكتسبات ثورة ١٩ تموز، ماذا يقع على عاتق أهالي المنطقة والإدارة الذاتية التي أعلنت حالة الطوارئ في المنطقة، كيف تقيمون حالة الطوارئ هذه وما أهميتها، وثورة ١٩ تموز كيف ستؤثر على روح المقاومة لدى شعب شمال وشرق سوريا؟

إننا في حالة حرب دائمة حيث نقدم يومياً شهداء وضحايا نتيجة القصف التركي اليومي لمناطقنا، لذلك قرار الإدارة الذاتية بإعلان حالة الطوارئ قرار صائب، الدولة التركية تقوم يومياً بإطلاق التهديدات ولا يمكن أن نغض الطرف عن حقيقة أن أردوغان قد أفلس من كل النواحي ويريد أن يخفي كل أزمات تركيا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية باحتلال مناطق جديدة من سوريا، إنها سياسة قذرة وبشعة أن يتم ربط استدامة سلطته بالقتل والاحتلال. لذلك يجب أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة من قبل الإدارة الذاتية كونها مسؤولة أمام شعبها.

حالة الطوارئ هذه تؤكد على وجوب أن نكون في حالة تأهب دائمة، وأن نقوم بتنظيم حياتنا وفق ظروف الحرب، ثورة ١٩ تموز، تحققت بقوة الشعوب وبروح مقاومة عالية وتضحيات كبيرة، يجب أن نعزز روح المقاومة هذه، وأن نرسخها في أنفسنا، لقد قدمنا آلاف الشهداء من خيرة بنات وأبناء شعبنا من أجل أن نعيش حياة تليق بنا، لذلك ووفاء منا لهم ولآمالهم وطموحاتهم يجب أن نجسّد في أنفسنا هذه القيم وأن نتمسك بأهدافهم، إذا ما قمنا بذلك فإننا سنحقق الانتصار على العدوان التركي بكل تأكيد.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى