أخبار

العرب: روسيا تؤجج الصراع في ادلب ونهاية وشيكة قد تنهي الدور التركي في سوريا

قالت صحيفة العرب في عددها اليوم أن اجتياح القوات السورية والروسية لمناطق جبل الزاوية جنوب إدلب هو بمثابة التطور الميداني الأهم منذ بداية الأزمة من جهة تهديده لدور تركيا الذي تطمح إلى لعبه خلال تسوية قريبة مرتقبة، وهو الدور الذي يتوقف في الأساس على نتائج معركة إدلب في حال ربحتها مجموعاتها المرتزقة أو خسرتها.

من شأن هذا التحول أن يحرم أنقرة من قدرتها على تنفيذ خطتها المستقبلية التي كانت تنوي المساومة بها خلال التسوية المرتقبة عبر مقايضة (النظام السوري) ليبسط هو سيطرته على الشمال الشرقي للبلاد للحيلولة دون تكريس إدارة ذاتية لتصبح هذه المناطق تابعة لإدارة مركزية في دمشق، مقابل إخضاع شمال غرب سوريا لمرتزقة تركيا ووكلائها (الجهاديين) من التركمان و(لهيئة تحرير الشام).

تقل خيارات أنقرة في سوريا، فهي غير مهيأة ولا مؤهلة لمواصلة الشراكة وتبادل المصالح مع موسكو بعد انتهاكها للهدنة وإعطائها الضوء الأخضر لمرتزقتها لشن هجمات على القوات السورية والروسية، ولم تغادر علاقات أنقرة وواشنطن مربع التأزم بعد لقاء بايدن وأردوغان.

كما أن المنطقة الشمالية الغربية صارت تشهد هشاشة تنذر بالخطر بين النظام السوري وتركيا التي لا تستطيع المغامرة مجدّدًا بشن هجوم عسكري مماثل لما جرى في فبراير من العام الماضي والذي أسفر عن سقوط العشرات من الجنود الأتراك.

باتت “هيئة تحرير الشام” واقعة في مأزق مركب، حيث فشلت عملية تعويمها وتلميع قائدها ما يعيق مغادرتها خانة التصنيف كمنظمة إرهابية وتحصينها كطرف سياسي مشارك في صياغة المستقبل السوري وهندسته من جهة، ومن جهة أخرى لا يستطيع حلفاؤها الضغط لإيقاف الهجوم على قواتها واجتياح المناطق التي تسيطر عليها، ما يعني بدء مرحلة تهميشها أو ربما اضمحلالها خلال المدى المنظور بعد أن كانت تسيطر على 11 في المئة من عموم الأرض السورية.

استمرار وضع الهيئة كتنظيم إرهابي في نظر الغرب وأميركا ودمشق وحليفتها موسكو وحرمانها من التحكم في الحدود والمعابر لإيصال المساعدات الإنسانية والخدمات الرئيسة في إدلب، سيفاقمان المشكلة الاجتماعية والصحية والاقتصادية في المنطقة، وهو ما يزيد من مشاعر السخط المحلي ضد حكم الهيئة التي تجابه تحركات شعبية غاضبة ومتصاعدة.

وستستغرق عملية تعويم الجولاني وإعادة إنتاجه كإرهابي تائب وفق ما أبداه من مناشدات ومحاولات استعطاف للغرب وأميركا ضمن المحتوى النهائي لوثائقي “الجهادي” فترة طويلة لتقييم سلوكه والوقوف على مدى قدرته على ضبط عناصر حركته في سياق التحولات التي أعلنها، حيث يعاني “قائد هيئة تحرير الشام” من معضلة رفض الكثيرين داخل حركته لتلك التحولات.

الهيئة التي تنطوي على تيارات متعددة، منها شديدة التطرف ومن لا يزال يحمل الفكر القاعدي خاصة في أوساط الأجانب الذين يشكلون رقمًا كبيرًا في صفوفها، قد تنفجر من الداخل مع زيادة الضغوط والتهديدات الأمنية والعسكرية من قبل دمشق وموسكو خاصة مع تأخر أو تأجيل وربما انهيار الاستجابة الدولية لقبول الهيئة كطرف وطني، في حال كان الوثائقي الأخير معبّرًا عن الموقف الأميركي الرسمي.

أبعد رفض أميركا طلب الصفح وفتح صفحة جديدة لهيئة تحرير الشام على ضوء الضغوط والتحركات الروسية والسورية الأخيرة إمكانية تحقق إعادة صياغة التنظيمات الموصوفة بالإرهاب في الشمال السوري للتمتع بالشرعية والدخول في المعادلة السياسية.

لن يكون مجديًا خلال المرحلة الحالية أن تقوم تركيا بما كانت تقوم به في السابق عبر محاولات الضغط على روسيا لإنهاء عمليات الجيش السوري، ولا من خلال شن قواتها وقوات الفصائل الموالية لها هجمات على تمركزات الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي.

آداربرس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى