حوارات

باحث أكاديمي: منع عودة مهجري عفرين إليها موقف خاطئ


يرى الباحث الأكاديمي الدكتور محمود عباس إن احتلال عفرين جرى وفق خطة مرسومة على مستويات عالية، فيما نوه إلى ضرورة ضمان العودة الأمنة للمهجرين قسراً إلى منازلهم وفق ضمانات دولية، مشيراً إن ما يجري في عفرين من تغيير ديمغرافي هدفه عكس صورتها الكردية.
هذا ويدعو المجلس الوطني الكردي، المهجرين قسراً من أبناء عفرين في مخيمات الشهباء، بالعودة إلى عفرين دون أي ضمان بعودة آمنة، وسط رصد وتوثيق الكثير من حالات الخطف والقتل والاغتصاب التي توثق يومياً، وعلى النقيض من ذلك تطالب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أبناء عفرين المهجرين بعدم العودة دون الحصول على ضمانات دولية لعودة توفر عودة جماعية آمنة، خاصة وفي الوقت الرهن.
وفي حديثاً له لموقع ” آدار برس”، أشار الباحث الأكاديمي الكردي الدكتور محمود عباس إلى إن التخلي عن الوطن والأرض لأي أسباب كانت مثلما حدث في عفرين وهجرة أهلها المرعبة والمفاجئة من منازلهم وأرضهم، وكذلك من كري سبي( تل أبيض) و سري كانيه(رأس العين)، خلفت وستخلف آثار سلبية كارثية وأضرار لا يحمد عقابها وقد يكون حلها من المستحيلات وحتى مع مرور الزمن في حين لن تستطيع أي قوى سياسية أو وطنية أو قومية حتى فعل ذلك.
وأردف قائلاً” الهجرة كانت كارثية، وسهلت مسيرة الاستيلاء على الأرض وعتمت على القضية القومية أمام مآسي المهاجرين”.
وعن تغير ديمغرافية المنطقة بعد تهجير أهلها من قبل الاحتلال التركي، تابع الدكتور ( عباس)، إن عدم عودة المهجرين إلى منازلهم لها إشكاليات ديمغرافية مدمر في المستقبل، إلى جانب ما يعانيه المهجرون قسراً”.
وقال : العودة من ضروريات الحفاظ على الوطن وأرض الأجداد، حيث لا تزال الهجرة في مراحلها الأولى ولم تنقطع بعد العلاقة مع الماضي والأرض ولم تترسخ علاقة المهجرين مع المكان الجديد الذي هجروا إليه قسراً.
ويشير الدكتور محمود عباس إلى ضرورة التركيز على إنه يقع على كاهل كل فرد كردي وعلى الحراك بكلتيه، تأمين الضمان الدولي للعودة، وأضاف” تأمين الضمانات الدولية من مهمات كل إنسان أو منظمة ومؤسسة كوردية، إن كانت عن طريق المنظمات الإنسانية أو إقناع الدول الكبرى بالعمل على سلامة العائدين، وتسهيل إيصالهم إلى بيوتهم المستولية عليها من قبل المجموعات المرتزقة والذين كلفوا بنشر الذعر والدمار في المنطقة لمنع العودة، أو تهجير ما يمكن تهجيره من أبناء عفرين”.
الدكتور محمود عباس وفي تتمة حديثه للموقع أكد على أن احتلال عفرين جرى وفق خطة مرسومة في مستويات عالية، ” هي جغرافية وديمغرافية تمثل أهم جزء من غرب كردستان كبعد استراتيجي، لذلك فهي الآن منفصلة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً عن منظمات مناطق المعارضة التكفيرية في إدلب”، وذكر إن باحتلالها تم قطع الجغرافية الكردية عن احتمالية بلوغها البحر، لذلك ركزت عليها القوى الإقليمية المعنية بسوريا (تركيا والسلطة معاً بمساعدة روسيا) والمعادية لقادم الكرد.
وفي تنويه إلى جرائم الاحتلال التركي بحق المدنيين تابع الباحث الأكاديمي وأشار إلى أن حالات الخطف، والاعتداء والاستيلاء على الممتلكات تستمر في عفرين بالعودة أو دونها، فهي من ضمن مخطط تنفيذ المهمات السابقة لعملية احتلالها وإفراغها من ديمغرافيتها الكردية، وقال: ” لكن الهجرة المعاكسة ستخلق ضغطاً على المعتدين، وقد تقلل من عبثهم وجرائمهم بحق أهلنا في المنطقة، لأنها قد تقوي شوكة الداخل، من خلال إعادة النسبة الديمغرافية إلى ماضيها، وتبقى معادلة أن يكون اختيار العودة أو البقاء، بيد المهاجرين هو المنطق الأصح”.
بينما أكد على أن منع عودتهم تحت أية حجة كانت، موقف خاطئ، قد تؤدي إلى إشكاليات ديمغرافية مدمرة في المستقبل، إلى جانب ما يعانيه المهاجرون اليوم من الكوارث المعيشية في المخيمات إن كانت في شهباء أو في لبنان أو حول دمشق.
مضيفا أن منع العودة من قبل الإدارة الذاتية تتعارض والمصلحة الوطنية والقومية، بل تخدم المصلحة الذاتية؛ الحزبية حصراً، وليس مصلحة أهل في عفرين، أو الراغبون بالعودة.
وفي حديثه أشار الدكتور محمود عباس إلى ” أن المجلس الوطني شبه معدوم الثقل عملياً داخلياً وسياسياً على القوى المتحكمة بمصير عفرين ودوره دوليا يكاد يكون لا وجود له، أي عملياً وجوده نظري دون فعل”
آداربرس/خاص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى