تحـ.ـذيرات من اسـ.ـتغلال العشـ.ـائر العربية سـ.ـياسيًا وجرّها إلى صـ.ـراعات تهـ.ـدد السلم الأهلي

تتجدد المخاوف بشأن محاولات استغلال العشائر العربية سياسيًا، بعد أن سجل التاريخ الطويل حالات عديدة تم فيها توظيف العشائر كأدوات في صراعات السلطة، بدءًا من الدولة العثمانية مرورًا بنظام البعث، وصولًا إلى المرحلة الراهنة التي تشهد محاولات مماثلة بطرق مختلفة. هذه الممارسات التاريخية تركت أثرًا عميقًا على النسيج الاجتماعي، حيث أصبحت العشائر عرضة للتحريض والتورط في نزاعات لا تحقق لها أي مكاسب، بل تهدد استقرارها ومكانتها داخل المجتمع.
وتتضح اليوم مؤشرات جديدة لمحاولات جر أبناء العشائر نحو صراعات مع المكونات الأخرى، بما فيها الكرد والدروز والعلويون، عبر أساليب سياسية متجددة تهدف إلى تعزيز النفوذ على حساب السلم الأهلي. مثل هذه التحركات قد تفتح الباب أمام تصاعد التوترات، وزيادة الانقسامات بين المجتمعات، مما يضع البلاد أمام خطر تفكيك العلاقات الاجتماعية بين المكونات المختلفة.
ويشير الواقع إلى أن حماية العشائر من الانزلاق في هذه الصراعات تعتبر ضرورة قصوى، للحفاظ على تماسك المجتمع والاستقرار المحلي. فالأمن المجتمعي لا يمكن أن يتحقق دون تحييد العشائر عن مشاريع الاستقطاب السياسي، والعمل على تعزيز دورها الطبيعي كركيزة أساسية للحياة الاجتماعية، بعيدًا عن الانخراط في صراعات لا تعود بالنفع عليها.
ويؤكد هذا الواقع مرة أخرى على أهمية التركيز على الحوار والتفاهم بين المكونات المختلفة، والابتعاد عن أي سياسات تستغل الانتماءات العشائرية لتحقيق أهداف سياسية قصيرة المدى، حفاظًا على السلم الأهلي ومصالح المجتمع ككل.




