آخرى
أخر الأخبار

هل تكون عودة تركيا لحضن ال(ناتو) بداية النهاية للمقتلة السورية؟

بير رستم

ماذا يعني لقاء قادة الناتو وبالأخص الرئيسين الأمريكي والفرنسي مع أردوغان والاكتفاء بالقول؛ “إن اللقاء كان جيداً أو مثمراً” وذلك من دون التصريح بأية معلومات إضافية توضح ما تم الاتفاق عليه بينهم أو ما كانت درجة الخلاف والتباين حول عدد من الملفات بين أولئك القادة؟!

 طبعاً من الصعب التكهن بما دار في تلك الغرف المغلقة، لكن وبالرغم من هذا التكتم الإعلامي حول تلك اللقاءات يمكن الاستشفاف بأن الناتو قد أجبرت تركيا على الخضوع لحد ما وذلك من خلال لهجة أردوغان والتي قال فيها بأن “بعض الدول تتعامل مع الإرهابيين على تصنيف جيد وسيء” وهي دلالة على أن الأمريكان لم يرضخوا لرأيه بخصوص قوات سوريا الديمقراطية على إنها “إرهابية”، بالتأكيد لا يعني ذاك بأن تركيا ستخسر كل مكاسبها أو تترك لقمة سائغة للروس، لا أبداً فهي دولة إقليمية هامة للناتو والأخيرة بحاجة إليها في مجابهة المحور الروسي الصيني، لكن مهما كانت حاجة الناتو إليها، فإن حاجة تركيا للناتو أشد وأكثر ضرورة حيث بدونها يعني الرضوخ التام للروس وهي الخصم التاريخي اللدود وبالتالي خسارة كل شيء وأردوغان سيحسبها جيداً؛ أي خسارة بعض الشيء أفضل من خسارة كل شيء.

بالتالي وبقناعتي تركيا باقية ضمن حضنها الغربي (الناتو)، لكن ذاك لا يعني على حساب الكرد، كما يأمل البعض، بل ربما السماح لها بامتلاك منظومة الصواريخ الروسية أو دور فاعل في أفغانستان وغيرها من الملفات..

أما وبخصوص ملف الصراع التركي الكردي فعلى العكس من توقعات البعض أولئك، فقد يشهد نوع من الانفراج وخاصةً أن لأمريكا مصلحة في الابقاء على الحليفين ومصالحهم وقد رأينا إشارة لذلك من خلال بعض التسريبات على لسان الرئيس بايدن وهو يعطي “الضمانات” لأردوغان بشأن القوات الكردية وقضية الأمان على الحدود السورية التركية، لكن يبقى قضية إنعكاس هذا التضامن وإعادة المياه الدافئة بين دول الناتو وبالأخص عودة تركيا لموقعها الطبيعي في الناتو على علاقتها بروسيا وماذا قد يغير من معادلات التوازنات في الشمال السوري، ربما ذاك التكتم الإعلامي من قبل دول الناتو هو لجس النبض الروسي والضغط عليها للقبول بتسويات ممكنة في الشأن السوري من خلال قبول دمشق العمل مع الأطراف الأخرى وفق مقررات جنيف ودور روسي كمندوب سامي على سوريا!

بقناعتي إن هذه العودة التركية لحضن ناتو هي بداية جيدة لتصحيح الأوضاع وقطع الطريق على أردوغان باللعب على الحبال وربما تكون هذه البداية الواقعية لوضع نهاية للمقتلة السورية والبدء بعملية سياسية حقيقية بمشاركة كل الأطراف وضمناً الإدارة الذاتية.

آداربرس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى