تقارير

قـ.ـيادة الأمن الـ.ـداخلي بحلب تدّعـ.ـي عدم قدرتها على ضـ.ـبط عنـ.ـاصر منـ.ـفلتة تعمل بأوامـ.ـر تركـ.ـيا

في ظل استمرار مرتزقة الاحتلال التركي بشن هجماتهم الغادرة والجبانة على مناطق شمال وشرق سوريا، أعلنت (قسد) يوم أمس، الأربعاء استشهاد أحد مقاتليها متأثراً بجراحه.

وأوضح بيان صادر عن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن المقاتل أصيب جراء هجوم نفذته طائرتان مسيّرتان استهدفتا إحدى نقاطها في منطقة دير حافر بريف حلب الشرقي مساء الثلاثاء، أعقبه قصف مدفعي وصفته بالعشوائي طال تجمعات سكانية في المنطقة.

وأضاف بيان (قسد) أن قرية “زبيدة” تعرضت لقصف مدفعي يوم أمس الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة أربعة أطفال بجروح متفاوتة.

وقبلها؛ ارتكب المرتزقة يوم السبت الماضي، مجزرة بقصف قرية “أم تينة” بالريف الشرقي لبلدة دير حافر، شرقي حلب، راح ضحيتها /7/ مدنيين شهداء، بينهم طفلان وخمسة نساء، إضافة إلى أربعة جرحى. وواصل المرتزقة قصفهم في اليوم التالي على إحدى القرى القريبة من نقاط التماس، وأسفر عن جرح /4/ أطفال أيضاً، فيما استشهد أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في هجوم آخر.

وحمّلت (قسد) ما وصفته بـ”فصائل تابعة لحكومة دمشق” مسؤولية التصعيد الأخير، معتبرة أن هذه الهجمات تهدف إلى نشر الفوضى ودفع السكان إلى النزوح.

ورصد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في وقت سابق استقدام تعزيزات عسكرية جديدة من قبل مرتزقة الاحتلال التركي إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث دخلت آليات محمّلة بالأسلحة والمعدات وسط انتشار مكثف لعناصر الجيش داخل المدينة.

وتحاول فصائل المرتزقة التابعين للاحتلال التركي، والتي تدّعي انضواءها تحت راية “وزارة الدفاع السورية”، الدفع نحو اندلاع حرب جديدة في سوريا، من خلال شن الهجمات التي لا مبرر لها، على قوات سوريا الديمقراطية والمناطق الواقعة تحت سيطرتها.

حيث عمدت في الآونة الأخيرة إلى استهداف نقاطها العسكرية بشكل شبه يومي، إضافة إلى استهداف المناطق المأهولة بالسكان المدنيين وحتى تلك البعيدة عن نقاط التماس.

بالتوازي مع ذلك؛ حاول مرتزقة الاحتلال التركي المحاصرين لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب إلى تنفيذ تسلل داخل حي الشيخ مقصود من المنطقة الواقعة بين دوار “الشيحان” و”البلليرمون” على طريق حلب عفرين مساء يوم الإثنين الماضي، بالتزامن مع ذلك كانت طائرة مسيرة من نوع “درون” تحلق في أجواء الحي وترصد تحركات قوى الأمن الداخلي “الأسايش” داخل الحي. اضطر عناصر “الأسايش” إلى منع تلك العناصر الإرهابية من دخول الحي، وتوجيه تنبيه وتحذير لهم، ولكنهم لم يأبهوا إلى تلك التحذيرات وحاولوا استهداف عناصر الحراسة، فرد عناصر “الأسايش” عليهم، ما أسفر عن مقتل أحد المرتزقة المهاجمين، وجرح اثنين، واعتقال اثنين آخرين، بحسب ما أفاد به الرئيس المشارك لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية “محمد خليل”.

والذي أضاف إن “فصائل تابعة للحكومة السورية تعمدت الهجوم على إحدى نقاطنا العسكرية بمحيط الحيّين، وتم الرد ضمن حق الدفاع المشروع عن الحيين”.

وأوضح “خليل” أن قوات المرتزقة استنفرت في محيط الحيّين، الأمر الذي دفع اللجان الأمنية المشتركة للتدخل وفضّ حالة التوتر.

وبعد ساعات من الحادثة؛ توصل الطرفان، “الأسايش” وقوى الأمن الداخلي لدى الحكومة السورية بحلب إلى اتفاق يقضي بتسليم المصابين والجثمان والمعتقلين، لتعود الأمور إلى ما كانت عليها قبل الحادثة.

يسعى الاحتلال التركي إلى الضغط على قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية وإضعاف موقفها في المفاوضات مع الحكومة السورية، فيما افتعال هذه الاشتباكات وعمليات القصف على نقاط سوريا الديمقراطية في هذا التوقيت الحساس بالضبط، هو إعادة خلط الأوراق في سوريا، لخشيتها أن تفقد الورقة السورية من يديها، بعد أن لمست ميلاً لدى “الشرع” والحكومة الانتقالية نحو الانخراط أكثر مع محيطه العربي والغربي وحتى الإسرائيلي، خصوصاً مع قرب توقيع الطرفين السوري والإسرائيلي على اتفاقية أمنية، من شأنها أن تطلق يد إسرائيل في سوريا، وتمهد لتوقيع اتفاقية سلام وتطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بينهما في قادم الأيام.

لذلك تحاول تركيا من خلال دفع مرتزقتها إلى إعادة إشعال الساحة السورية، لتتمكن من المناورة مجدداً، رغم أن فرص اندلاع الحرب باتت ضئيلة جداً، ولدى الكل قناعة راسخة أن تركيا لن تستطيع الإقدام على شن عدوان جديد على مناطق الإدارة الذاتية دون حصولها على ضوء أخضر أمريكي، وهو غير وارد الآن من خلال توازنات القوى الراهن في سوريا والمنطقة، فأي تهور للاحتلال التركي نحو شن حرب عدوانية جديدة محكومة بالفشل.

كما أن الاحتلال يحاول بشتى الوسائل تكريس حالة من العداء بين الكرد والأطراف الأخرى، بعد انقشاع الغمامة التي خيَّمت على العلاقات بينهما بفعل ممارسات مرتزقتها وبتخطيط من الاحتلال نفسه، حيث ساد جو من الارتياح العام لدى الشارع السوري غداة توقيع اتفاقية 10 مارس/ آذار بين قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي” والرئيس السوري المؤقت “أحمد الشرع”.

ما تم ملاحظته خلال التواصل بين وفد قوى الأمن الداخلي “الأسايش” في حيي الشيخ مقصود والأشرفية وقيادة قوى الأمن الداخلي في حلب، أن هناك امتعاضاً وعدم قبول من قبل القيادة في حلب – وكذلك في سوريا عموماً – من تصرفات عناصر مرتزقة الاحتلال التركي المنفلتة من عقالها، والتي تبحث عن الذرائع لشن الهجمات على الحيين وكذلك على باقي مناطق سيطرة (قسد) والإدارة الذاتية، وكشفوا في أكثر من مناسبة أنهم غير مسؤولين عن تصرفات تلك العناصر، ولا قدرة لهم عليهم في ضبطها، ما يعني أنها خاضعة بالكامل لأوامر الاحتلال التركي وغير ملتزمة بقرارات “وزارة الدفاع السورية” أو قيادة قوى الأمن الداخلي مطلقاً. تشن الهجمات دون علم القيادة، ولا تتلقى أوامرها منها، كذلك تعمد إلى قطع الطرقات وخطف المدنيين المتنقلين بين مناطق شمال وشرق سوريا وحلب، وكذلك الكرد المسافرين من حلب إلى عفرين، كل ذلك لغرض ابتزاز الأهالي وتحصيل الفدى المالية مقابل الإفراج عنهم، كما حصل مع الشابة من ديرك وكذلك تلك التي جاءت من ألمانيا في زيارة إلى حلب واختطفت على الطريق بين دير حافر وحلب ونقلت إلى ناحية شيه/ شيخ الحديد في عفرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى