المفـ.ـوض الأممي: القـ.ـانون الدولي ينـ.ـهار وسط تـ.ـجاهل عالمي متـ.ـصاعد

حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الاثنين، من أن القانون الدولي وقواعد الحرب التي تشكّل أساس السلام والنظام العالمي، تواجه انهياراً خطيراً في ظل تجاهل واسع النطاق.
وقال تورك، في كلمته الافتتاحية للدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، إن “قواعد الحرب القائمة منذ زمن طويل تُنتهك وتُمزّق، في غياب شبه كامل للمحاسبة”، لافتاً إلى ما وصفه بـ “التآكل المقلق للقانون الدولي”.
وأشار إلى أن النزاعات الكبرى، مثل حرب روسيا في أوكرانيا، والحرب الأهلية في السودان، والعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، تجسّد حجم التجاهل الصارخ لهذه القواعد، محذراً من أن بعض الدول باتت “امتداداً للقوة الشخصية لقادتها”.
وانتقد تورك تصاعد “تمجيد العنف” والدعاية المؤيدة للحرب في العالم، من الاستعراضات العسكرية إلى الخطابات المتشددة، معبّراً عن أسفه لغياب “عروض السلام أو وزارات سلام”.
كما دان انسحاب بعض الحكومات من أطر العمل متعددة الأطراف والمؤسسات الدولية، مستشهداً بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ وهيئات تابعة للأمم المتحدة، وبالعقوبات الأميركية على قضاة المحكمة الجنائية الدولية والمقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى مذكرات التوقيف الروسية بحق قضاة المحكمة.
وأكد أن شبكة التعاون الدولي والإقليمي التي بُنيت على مدى عقود من أجل المصلحة المشتركة “تضعف تدريجياً”، محذراً من العودة إلى “أنماط التفكير القديمة التي قادت إلى حربين عالميتين والمحرقة”.
وشدد المفوض الأممي على أن القانون الدولي يظل “أساس النظام العالمي والضامن للسلام وحقوق الإنسان”، داعياً الدول إلى الكف عن تجاهل الانتهاكات والتخلي عن التزاماتها، والعمل على إحياء منظومة القانون الدولي ومؤسساتها لضمان مستقبل أكثر عدلاً وأمناً.