مقالات رأي

قوات سوريا الديمقراطية… قوى عسكرية وإيمان نحو حرية السوريين

في خضم الوضع السوري المعقد، تتلاقى اليوم مطالب القوى الوطنية الديمقراطية السورية على مبدأ مشترك وأساسي: بناء دولة سورية ديمقراطية تعددية تمثّل جميع مكونات المجتمع السوري دون استثناء، وتحترم حقوق الإنسان وتضمن الحريات الأساسية. وفي هذا السياق، تبرز قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بوصفها إحدى أبرز القوى العسكرية التي حملت هذا المشروع الديمقراطي في مواجهة التطرف والاستبداد.

قسد، التي تشكلت من تحالف مكونات سورية متعددة — كردية، عربية، سريانية، آشورية وغيرها — أثبتت خلال السنوات الماضية قدرتها على إدارة مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا بأسلوب يضمن نسبياً حرية التنظيم السياسي، وحرية المرأة، ومشاركة المجتمعات المحلية في الإدارة، مقارنة ببقية مناطق الصراع. وبذلك، فهي تقدم نموذجًا أوليًا لما يمكن أن تكون عليه سوريا المستقبل.

إن القوى السورية التي تنادي بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ترى اليوم أن قسد لا تمثّل مجرد فصيل عسكري، بل مشروعاً سياسياً – اجتماعياً يمكن أن يشكل نواة لجيش سوري جديد. جيش لا يقوم على الولاء الطائفي أو الحزبي، بل على العقيدة الوطنية الجامعة، وعلى الدفاع عن الوطن والشعب بمفهومه الديمقراطي.

الرهان على قوات سوريا الديمقراطية كنواة للجيش السوري المستقبلي لا يعني تجاهل التحديات، بل هو دعوة لفتح حوار وطني شامل بين جميع القوى الديمقراطية في البلاد. حوار يهدف إلى صياغة عقد اجتماعي جديد يضمن وحدة البلاد وسلامة أراضيها، ويؤسس لمؤسسة عسكرية وطنية تحمي السوريين جميعًا، لا أن تقمعهم.

في النهاية، فإن مستقبل سوريا لن يُبنى بالسلاح وحده، بل بإرادة سياسية جامعة، وبالاعتراف المتبادل بين القوى الوطنية، وبالإيمان بأن الديمقراطية ليست شعارًا، بل طريقًا إلى الحرية.


د

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى