
يتابع مجلس سوريا الديمقراطية ببالغ القلق والانشغال تطورات الأوضاع المتسارعة في محافظة السويداء، والتي تنذر بمخاطر جدية على السلم الأهلي والنسيج الوطني، وتضيف جرحًا جديدًا إلى الجسد السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والانقسام.
إن التصعيد الحاصل، مهما كانت دوافعه، لا يمكن فصله عن المسار العام للأزمة السورية، وعن غياب الحلول السياسية العادلة التي تضع حدًا للمعاناة، وتفتح طريقًا فعليًا نحو التغيير. لكننا في “مسد” نرى أن الانجرار نحو المواجهة المسلحة، واستسهال العنف، لا يخدم قضايا الناس، ولا يُنتج إلا مزيدًا من التوتر والتفكك، في وقتٍ تحتاج فيه سوريا إلى لملمة جراحها، لا تعميقها.
وندين، في هذا السياق، مشاركة عناصر من أجهزة السلطة السورية في تأجيج هذا الصراع الداخلي، وهو ما نعدّه تصرفًا خطيرًا يتنافى مع الدور المفترض لأي حكومة مسؤولة، والذي يتمثل في حماية المواطنين، وضمان أمنهم وسلامتهم، وليس الزّج بالمؤسسات الأمنية في مواجهات تزيد من الانقسام. إن أي تدخل حكومي يغذي العنف أو يُسهم في تعميق الشرخ المجتمعي هو خرق فاضح لمسؤولية الدولة تجاه شعبها، ويُعرّض البلاد لمزيد من الفوضى.
كما نحذر من خطورة الخطاب الطائفي وخطابات الكراهية التي تصاحب هذه الأحداث، ونشدد على ضرورة تجنّب هذا المنزلق الخطير الذي طالما كان وقودًا للصراع في سوريا. إن وحدة الشعب السوري لا تُبنى على الشحن الطائفي، بل على أُسس المواطنة والمساواة والاحترام المتبادل.
ندعو كافة الأطراف، في السويداء وسائر مناطق سوريا، إلى التهدئة الفورية، وضبط النفس، وتغليب لغة الحوار البنّاء بدلًا من الاحتكام إلى السلاح. كما نؤكد على ضرورة إطلاق مبادرات مسؤولة لتفكيك التوتر، ومعالجة الأسباب الحقيقية للأزمات، عبر وسائل سياسية وسلمية، تضع كرامة الناس وحاجاتهم في المقام الأول.
سوريا اليوم أمام فرصة تاريخية للخروج من أزمتها، لكنها تتطلب منّا جميعًا مسؤولية وطنية عالية، وتغليب مصلحة الشعب السوري على أيّة أجندات ضيقة. لا يمكن بناء سوريا جديدة من خلال الاحتراب الداخلي، بل من خلال التلاقي على قاعدة التعدد والعدالة والديمقراطية.
نجدد في مجلس سوريا الديمقراطية موقفنا الثابت الداعي إلى الحوار السوري-السوري، ونبذ العنف، واحترام إرادة الشعوب والمكونات، ونعتبر أن كل تصعيد داخلي، في أي منطقة من البلاد، هو إضعاف لمشروع الحل، وخدمة للقوى التي لا تريد لسوريا أن تتعافى.
إنّنا نثمّن الأصوات العاقلة من أبناء السويداء التي تدعو إلى التهدئة، ونقف مع تطلعات أهلها في نيل حقوقهم وكرامتهم، بعيدًا عن منطق الفرض والإكراه. وندعو شركاء الوطن إلى العمل سويًا من أجل مرحلة سورية جديدة، تقوم على المصالحة والتغيير، لا على النزاع والاستنزاف.
14 تموز/ يوليو 2025
مجلس سوريا الديمقراطية