تقارير

ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا: شهادات عن الطرد والمعاناة

تتفاقم محنة المرحلين من تركيا إلى الشمال السوري، تحت عناوين “العودة الطوعية”، في ظل “إجراءات اعتباطية”، يقول المرحلون إن السلطـ ـات التركية تتبعها في عمليات الترحيل، والتي تشمل حتى أشخاصاً يقيمون بشكل نظامي في البلاد.

ووجّه الواصلون حديثاً إلى منطقة تل أبيض شمالي محافظة الرقة، الخاضعة لسيطرة فـ ـصائل “المسـ ـلحة”، المدعوم من تركيا، نداءات استغاثة إلى المجلس المحلي في مدينة تل أبيض والمنظمات الإنسانية والمدنية والجمعيات الخيرية العاملة في الشمال السوري، وجميع المعنيين من أجل “افتتاح مراكز لإيواء المرحلين المشردين في شوارع تل أبيض، وتجهيزها بأبسط مقومات الحياة البشرية بشكل عاجل وفوري”، وفق ما نشر الناشط عبد الرحمن عيسى على صفحته في “فيسبوك”.
ويقول المرحلون في ندائهم الصادر أمس السبت: “نحن جميعاً من أبناء محافظات سورية، وجرى ترحيلنا بشكل إجباري وتعسفي إلى منطقتكم خلال الشهرين الماضيين. ونبحث بينكم ومن خلالكم عن أساليب حياة بسيطة ويومية ترضي اللّه وترضي الضمير الإنساني، ونحن الآن في شوارع مدينة (تل) أبيض لا مأوى يأوينا من حرّ النهار وبرد الليل”.

ترحيل السوريين كان إجبارياً
ويقول عبد الرحمن عيسى، وهو أحد المرحلين أيضاً والذي جرى توقيفه لمدة أشهر لعدم امتلاكه “كملك” (بطاقة حماية مؤقتة)، لـ”العربي الجديد”، إن الترحيل كان إجبارياً وليس اختيارياً. ويروي عيسى، وهو من بلدة الهبيط جنوبي محافظة إدلب، أنه جرى ترحيله في 13 يوليو/تموز الماضي قسراً تحت الضرب والإهانات من سجن إدارة الهجرة في شانلي أورفا إلى تل أبيض.
وحول آلية الترحيل، يوضح أنه “يُنادى على المعتقل لمراجعة الإدارة، فيجد أن الحافلات بانتظاره، ويبدأ العساكر بضربه حتى يوقع على أوراق ترحيله، ثم يدفعونه للصعود إلى الحافلة، وهناك أيضاً يصعد نحو 8 من عناصر الجندرمة (الشرطة) التركية، ويواصلون ضرب المرحلين بالهراوات”.
ويقول: “رغم اعتراضنا بأننا لسنا من تل أبيض ولا نعرف أحداً هناك، رفضوا، وقالوا بالحرف الواحد: سترحلون غصباً إلى بوابة تل أبيض”. ويوضح عيسى أنه تنقل بين سجون عدة، تابعة لإدارة الهجرة في تركيا، اعتباراً من نهاية العام الماضي، وآخرها كان في شانلي أورفا حتى رحّل منتصف الشهر الماضي برفقة 127 شخصاً آخرين.

ويشير إلى أن من تبقى من عائلته في تركيا لا يستطيع الخروج من المنزل، خوفاً من الترحيل. ويوضح أن أطفاله الثلاثة الموجودين في تركيا أحدهم مريض بالقلب، ويحتاج إلى عملية، والآخر مريض في الأمعاء وتلزمه عملية جراحية بشكل عاجل، لكن لا يستطيعون القيام بأي عمل جراحي لعدم حملهم بطاقة الحماية المؤقتة “الكملك” التركية، وذلك بعد رفض السلطات منحها لهم.

وحول تقديره لأعداد المرحلين الشهر الماضي، يعرب عيسى عن اعتقاده بأنها تزيد عن ألف، مشيراً إلى أنه يقيم حالياً في منطقة قريبة من معبر تل أبيض، ويلاحظ أن هناك عمليات ترحيل يومية، خصوصاً ليلاً.

وخلال تواصل “العربي الجديد” مع معبر تل أبيض والسؤال عن أعداد المرحلين من المعبر حتى الآن، أفاد المركز الإعلامي في المعبر بأنه خلال يوليو الماضي، بلغ عدد المرحلين من معبر تل أبيض 1838 شخصاً، إضافة إلى 1538 خلال يونيو/حزيران الماضي. كما أفاد معبر باب السلامة بأن عدد المرحلين خلال الشهر الماضي بلغ 2236 شخصاً، في حين تفيد إحصائيات معبر باب الهوى عن ترحيل 1207 أشخاص خلال الشهر الماضي.

ويروي محمد عساف، وهو من المرحلين أيضاً، تجربته لـ”العربي الجديد”، بعدما جرى ترحيله بذريعة انتقاله من الولاية التي صدرت منها بطاقته للحماية المؤقتة إلى ولاية أخرى من دون استصدار إذن بذلك. مع العلم أن خرق كهذا يستد عادة دفع غرامة وليس الترحيل.

وكانت السلطات التركية قد رحلت يوم الجمعة الماضي نحو 120 شخصاً، بينهم عراقيون، إلى مدينة تل أبيض شمال الرقة. ووفق مصدر أهلي تحدث لـ”العربي الجديد”، فإن عمليات الترحيل زادت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية، وخاصة عبر معبري تل أبيض ورأس العين شمالي الحسكة، مقدراً أن يكون عدد المرحلين عبر معبر تل أبيض قد تجاوز، منذ بداية أغسطس/آب الحالي، 500 شخص، بينهم عراقيون، مشيراً إلى أن من بين المرحلين شبان جرى ترحيلهم من دون عائلاتهم.

ولفت المصدر إلى أن بعض الشبان ممن وصلوا إلى تل أبيض، حاولوا الدخول إلى مناطق سيطرة “قسد” بريف الحسكة، على أمل الوصول إلى مناطقهم في الشمال السوري، عبر الطريق الدولي “أم 4″، لكن عناصر “قسد” أطلقوا النار عليهم، ما أدى إلى إصابة 3 منهم بجروح، بينما جرى اعتقال خمسة آخرين.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى