مانشيتمقالات رأي

تحركات عسـ ـكرية متبادلة بين “قسد” وقوات النـ ـظام السوري

شهدت مناطق شمال شرقي سوريا خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية تحركات عسكرية من أطراف مختلفة، في وقت تتبادل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتهام بانتهاك التفاهم في شأن سلامة الطيران العسكري واتباع “سلوك غير مهني” داخل الأجواء السورية.

اتهامات متبادلة

ففي مطلع يوليو (تموز) الجاري، قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا أوليغ غورينوف إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا انتهك مذكرة سلامة الطيران في سوريا 315 مرة، خلال يونيو (حزيران) الماضي، وجرى تسجيل 10 حالات انتهاك تتعلق بتحليق طائرات من دون طيار تابعة للتحالف.

لكن في الخامس من يوليو الجاري اتهمت القوات الجوية التابعة للقوات المركزية الأميركية على لسان قائد القوات الجوية التاسعة الجنرال أليكس غرينكيويتش، الطائرات العسكرية الروسية بالانخراط في سلوك غير آمن وغير احترافي أثناء تفاعلها مع الطائرات الأميركية في سوريا، على حد تعبيره.

وأضاف أنه بينما كانت ثلاث طائرات أميركية من طراز MQ-9 تقوم بمهمة ضد أهداف “داعش”، بدأت ثلاث طائرات مقاتلة روسية مضايقة الطائرات من دون طيار، منوهاً إلى أن ما يجري مخالف للمعايير والبروتوكولات المعمول بها.

وأوضح أن الطائرات الروسية ألقت مشاعل مظلية عدة أمام الطائرات من دون طيار، “مما أجبر طائراتنا على إجراء مناورات مراوغة، وإضافة إلى ذلك قام طيار روسي بوضع طائرته أمام MQ-9 مما قلل من قدرة المشغل على تشغيل الطائرة بأمان”.

واعتبر غرينكيويتش أن هذه الأحداث تمثل دليلاً آخر على الإجراءات غير المهنية وغير الآمنة التي تقوم بها القوات الجوية الروسية العاملة في سوريا، والتي تهدد سلامة القوات الأميركية والروسية.

وحث الجنرال الأميركي القوات الروسية في سوريا على وقف هذا السلوك الذي وصفه بالمتهور، والالتزام بالمعايير المتوقعة من قوة جوية محترفة “حتى نتمكن من استئناف تركيزنا على الهزيمة الدائمة لداعش”.

قلق أميركي مستمر

وكان غرينكيويتش أكد في إيجاز صحافي، الشهر الماضي، أن دخول الطائرات الروسية إلى أجوائهم يثير قلقهم بشكل متكرر، على رغم حقيقة أنهم يحافظون على هذا المجال الجوي بسبب وجود قوات التحالف التي تحارب “داعش” على الأرض، موضحاً أن الأمر المقلق لهم هو أن الروس غالباً ما يطيرون مباشرة فوق أو قرب حامياتهم بذخائر جو – أرض بما في ذلك القنابل، وهذا وضع ينذر بالخطر.

وشدد على أن السلوك الذي تتبعه الطائرات الروسية له آثار كبيرة، إذ “إنه يشتت تركيزنا جميعاً في سوريا، ولنا هدف مشترك يتمثل في محاربة تنظيم “داعش” الذي لا يزال يشكل تهديداً ويحتفظ بدرجة من حرية العمل، بخاصة في المناطق التي يجب أن يمارس فيها النظام السوري والروس الضغط عليه”.

وأشار إلى أن “داعش” لا يزال قادراً على إدارة معسكرات تدريب وتعزيز قدراته، “لأن الروس والنظام يفتقرون إلى القدرة أو الاستعداد لمواجهة تهديده، وبالتالي يمتد هذا إلى مناطق من سوريا حيث تعمل قواتنا الشريكة، وكذلك إلى البلدان المجاورة مثل العراق”.

وأكد غرينكيويتش أن نشرهم طائرات من طراز F-22 Raptors أخيراً جاء لدعم القدرة الأميركية في أعقاب ما يمكن اعتباره سلوكاً غير آمن وغير احترافي بشكل متزايد من قبل الطائرات الروسية العاملة في سوريا.

أضاف “وجدنا أن وجدنا أن القوات الجوية الروسية في سوريا زادت من سلوكها غير المهني وكانت تطير بطريقة أكثر عدوانية تجاهنا، لذلك كان من الضروري بالنسبة إلينا تغيير موقفنا وتعديل بعض تدابيرنا الدفاعية التي كنا نتخذها في مواجهة سلوكهم”.

تحركات ميدانية

وعلى الأرض السورية، وخصوصاً في المناطق الموازية لنهر الفرات بشرقه وغربه، ثمة تحركات عسكرية ميدانية تمثلت في إجراء القوات السورية النظامية مع الجيش الروسي مناورات بالذخيرة الحية شاركت فيها الطائرات الروسية المنطلقة من قاعدة “حميميم” على الساحل السوري.

وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا الأدميرال أوليغ غورينوف، الثلاثاء الماضي، بدء إجراء مناورات عسكرية مشتركة للقوات الجوية الروسية والسورية.

وقال غورينوف إن الإجراءات التدريبية تستمر ستة أيام، مشيراً إلى أنها ستشمل سلاح الجو وقوات ووسائل الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية لصد الهجمات الجوية، وسط أنباء عن وصول تعزيزات لقوات الحكومة إلى مناطق محاذية لنهر الفرات بريف دير الزور، من دون تحديد حجم تلك القوات أو العتاد المرافق.

من جهة أخرى، فعلى مدى يومين تحركت دوريات أميركية السبت الماضي في ريف الدرباسية غرب القامشلي للمرة الأولى منذ أربعة أعوام، وبحسب المرصد فإن تلك الدوريات المؤلفة من عربات عسكرية أميركية أشرفت على ردم أنفاق أنشأتها قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق “لكبح جماح تركيا بشن عملية عسكرية”، بحسب المرصد، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من قوات سوريا الديمقراطية بهذا الخصوص.

ورصد ناشطون ومواقع محلية وصول تعزيزات لـ “قوات سوريا الديمقراطية” وقوى الأمن الداخلي إلى بلدات بريف دير الزور الشرقي، وقالت مصادر مقربة من النظام السوري إن هذه القوات تتهيأ للسيطرة على ما تعرف بالقرى السبع القريبة من مدينة دير الزور، وهي الحسينية، والصالحية وحطلة ومراط ومظلوم وخشام وطابية، وهي قرى تقع في الضفة الشرقية لنهر الفرات ويطالب أهلها بخروج القوات السورية والميليشيات الإيرانية منها.

كما جرى الحديث عن تدريبات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في عدد من قواعدها بإشراف أميركي وباستخدام أسلحة حية مختلفة.

في الأثناء، أفادت مصادر محلية في مدينة دير الزور بوصول وفدين عسكريين رفعي المستوى لضباط روس وإيرانيين قادمين من دمشق العاصمة عبر مطار المدينة، لكن كلاً من الوفدين توجه إلى مقاره الرئيسة في المدينة الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات.

نفي “قسد”

من جهته، أصدر المركز الإعلامي في “قوات سوريا الديمقراطية” بياناً علق فيه على أنباء التحركات العسكرية الأخيرة في ريف دير الزور ووصفها بالمعلومات المغلوطة، مؤكداً أن جميع المعلومات المتداولة وكذلك التكهنات لا تستند إلى أي أساس واقعي.

وأوضح المركز أن “قسد” قامت خلال الأيام الماضية “بعمليات غير طارئة في إطار العمليات العسكرية الروتينية للحفاظ على مستوى التقدم للكفاح ضد خلايا تنظيم “داعش” وتحقيق مستوى أفضل من الأمن والاستقرار لسكان المنطقة بالمشاركة مع قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا، وبما يتوافق مع حجم التهديدات التي تشكلها الخلايا الإرهـ ـابية”.

عبدالحليم سليمان/ اندبندنت العربية

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى