تقاريرمانشيت

بدأ العد التنازلي.. مرشح للرئاسة في تركيا يتعهد إعادة السوريين لبلدهم و«لو بالقـ ـوة»

تعهّد أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة التي تشهدها تركيا في 14 مايو (أيار) المقبل، بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم طوعاً أو «بالقـ ـوة إنْ لزم الأمر»، خلال عام واحد.

وقال سنان أوغان، المرشح عن تحالف «أتا» اليميني، الذي يضم أحزاب «النصر»، و«العدالة، و«بلدي»: «سنعيد السوريين إلى بلدهم إما طواعية وإما بالقـ ـوة إذا لزم الأمر وبشكل قانوني أيضاً»، مضيفاً أن الرئيس رجب طيب إردوغان وأنصاره «يصنعون أدبيات متعلقة بالمستضعفين، ويتحدثون عنها طول الوقت، في حين يتعهد المرشح الرئاسي للمعارضة السيد كمال كليتشدار أوغلو بإرسال السوريين إلى بلدهم بشكل طوعي… إلا أن سنان أوغان وتحالف (أتا) يعتزمان إرسال السوريين إلى بلدهم بالقـ ـوة إذا لزم الأمر خلال عام واحد».

ويسعى أوغان لكسب تأييد الناخبين في معركة الرئاسة، مستنداً إلى دعم حزب «النصر»، برئاسة أوميت أوزداغ، الذي يتبنى نهجاً عنصرياً تجاه السوريين. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة الأصوات، التي قد يحصل عليها في الانتخابات الرئاسية، لن تزيد على 2 في المائة.

وقال أوغان، في مقابلة تلفزيونية (السبت): «إذا لزم الأمر، سنجبرهم على العودة بالقـ ـوة وبشكل قانوني أيضاً»، مفسراً: «عندما يتم القبض على تركي هارب في ألمانيا، هل يسألونه: من فضلك هل يمكنك العودة إلى بلدك؟ أما في تركيا فالمستشفى مجاني للسوريين، ومكتب البريد مجاني، لكن الشيء نفسه لا ينطبق على المهاجرين الأفـ ـغان أو التركمان… لماذا لدينا لاجئون من كل مكان؟ اللاجئون مكانهم المخيمات».

وتابع: «الحرب انتهت في سوريا، فلماذا يواصل السوريون البقاء في تركيا…؟ تحالف (أتا) وسنان أوغان يؤكدان لكم أنهما سيرسلان السوريين إلى بلادهم خلال عام واحد، إن لم يكن طواعية فسيكون بالقـ ـوة إذا لزم الأمر، وفي إطار القانون أيضاً».

وتَحول السوريون في تركيا إلى ملف مساومات بين الأحزاب التركية، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 14 مايو، ما أسهم في تأجيج تيار الرفض لدى شرائح واسعة في المجتمع التركي لوجودهم. وتصاعدت حدة المطالبات، في الأشهر الأخيرة، بإعادتهم إلى بلادهم. وتعهدت المعارضة التركية بالقيام بهذه الخطوة، بطريقة طوعية خلال عامين فقط، حال الفوز بالانتخابات. كما تصدرت قضية إعادة اللاجئين محادثات تهدف إلى تطبيع العلاقات بين تركيا و الرئيس بشار الأسد، برعاية روسيا.

وأكثر ما يقلق السوريين في تركيا الآن، هو مسار تطبيع العلاقات، وتوظيف قضيتهم في الحملات الانتخابية سواء من جانب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أو أحزاب المعارضة التي وعدت بإعادتهم إلى بلادهم عبر التفاوض مع دمشق، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وكرر كمال كليتشدار أوغلو مرشح المعارضة التركية لانتخابات الرئاسة، تعهداته بتأمين عودة السوريين خلال عامين، قائلاً: «إلى أي مدى سنتحمل هذا العبء الثقيل؟ نريد السلام في سوريا، نريد إخواننا السوريين الذين لجأوا إلى بلدنا أن يعيشوا بسلام في وطنهم». وقال كليتشدار أوغلو، خلال لقاء مع السفراء وممثلي البعثات الأجنبية في تركيا أقامه قبل يومين: «يجب أن ترى الدول الأوروبية هذا العبء الذي يشكّله اللاجئون على تركيا… جغرافية تركيا هي في الواقع جغرافية صعبة وشاقة، لكننا نريد السلام مع جميع جيراننا».

كما قالت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار، خلال تجمع لأنصار حزبها في أنطاليا في جنوب تركيا: «السوريون سيذهبون، سيذهبون، سيذهبون، سيكون من واجبي إخراجهم من هنا».

ويشعر السوريون في تركيا بأنهم لم يعد لهم ظهير كما كان في السابق، بعد أن بدأت الحكومة تضييق الكثير من الامتيازات التي كانوا يحصلون عليها، في تسهيل الإقامة والتنقل بين الولايات والعمل، إضافةً إلى قرار إلغاء إجازات الأعياد وزيارات اللاجئين لذويهم في سوريا، ومن ثم العودة مرة أخرى، اعتباراً من العام الماضي، وإعلانها أن من سيذهب إلى سوريا لن تُقبل عودته مرة أخرى، وهو ما أثّر كثيراً في معنويات السوريين الذين كان بإمكانهم من قبل رؤية ذويهم مرة أو مرتين في العام.

وبدا أن هناك رغبة من جانب آلاف السوريين، في عدم العودة إلى تركيا مجدداً، بعد أن أعلنت السلطات التركية فتح معبري باب الهوى وتل أبيض الحدوديين للسوريين المقيمين في 11 ولاية ضربـ ـها زلـ ـزال6 فبراير (شباط) الماضي، لتمضية إجازة لمدة شهر مع ذويهم، حيث أكدت السلطات أن ما يربو على 70 ألفاً منهم اختاروا الذهاب بلا عودة إلى تركيا.

وتشير إحصاءات رسمية إلى أن نحو 450 ألف سوري من بين نحو 3.7 مليون في تركيا، عادوا إلى بلادهم طواعية.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى