تقارير

هدف تركيا احتلالي توسعي في سوريا ليس إلا


لا ينفك رجب طيب أردوغان بالترويج لخلافته المزعومة، وإمبراطوريته الخلبية وتمثيل النهج السني الإسلامي واللعب على الوتر القومي والديني، تماشياً مع مصالحه التوسعية الاحتلالية في الشرق الأوسط ليس إلا، انتهاجاً للميثاق الملي البائد.
ما هو الميثاق الملي
ويعرف الميثاق الملي الذي تم صياغته عام 1920م بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الاولى، من قبل مجلس المبعوثان اذ تضمنت احدى بنوده ان كل الاقاليم التي تتكلم باللغة التركية هي تابعة لها ومن ضمنها الاقاليم العربية غير المحتلة ، شمال سوريا وعاصمتها حلب وشمال العراق وعاصمتها الموصل بالإضافة للإقليم الكردي بشقيه السوري والعراقي ، لكن تم الغاء هذا الميثاق في عهد اتاتورك باتفاقية لوزان عام 1923م التي اعطت للاتراك مدينتا قارص واردا خان بينما خرجت باطوم من السيادة التركية وهي مدينة تقع الان في دولة جورجيا، وبالطبع خرجت عن السيادة التركية من هذه الاتفاقية حلب والموصل والاقليم الكردي العراقي والسوري وقبرص، بقي اتاتورك وغيرهم من القادة الاتراك يرون ان هذه الاتفاقية مجحفة لكن اتاتورك كان يخشى عندما وقع الاتفاقية ان يخسر الاستقلال التركي بعد هزيمته لليونان وانشاء جمهوريته الوليدة.
لذلك نكث بهذه المعاهدة باتفاق فرنسي التي كانت محتلة سوريا عام 1939م واحتل لواء اسكندرون وسماه لواء هاتاي، ثم بعده احتلت تركيا شمال قبرص باعتبار انه تسكنها اغلبية تركية ويجب حمايتهم من اليونانيين القبارصة، ولديها قواعد الان في إقليم بعد ان سمح لهم صدام حسين بالتدخل بها لقمع الاكراد.
أي أن التدخل التركي وتعميق الأزمة السورية ليس سوى سياسة احتلالية، وليس لحقن دماء السوريين ونصرة الشعب السوري كما يدعي أردوغان مراراً وتكراراً.
وبالنظر إلى الهجمات التي تشن على شمال وشرق سوريا وتدمير البنية التحتية فيها، واحتلال تركيا لجرابلس والباب وإدلب وعفرين وسري كانيه وتل أبيض وغيرها من المناطق السورية، وقبل ذلك لواء إسكندرون واستقطاعه من الأرض السورية، فيمكن التأكيد سياسة تركية الاحتلالية.
وما ينوي أردوغان فعله هو استقطاع المزيد من الأرضي السورية وضمها لتركية بحجة حماية أمنه القومي، وأنشاء حزام من التركمان على طول الحدود، بحجة حماية حدود بلاده.
هنا وبالنظر إلى هذه السياسة الاحتلالية واستخدام تركية للمرتزقة السوريين والفصائل التابعة له لتسيير سياسته بحجة نصرة الشعب السوري، يمكن القول أن السبيل الوحيد للحد من استقطاع الأرض السورية هو حوار سوري شامل وحل سياسي لسورية يدعو في الدرجة الأولى لإنهاء تواجد القوات التركية على أرض السورية، وإنهاء احتلالها للمناطق السورية.

خاص/آدار برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى