الأمم المتحدة: تفشي الكوليرا في سوريا يمثل تهديداً خطيراً
الأزمةُ السورية المستمرّة منذ العام ألفين وأحدَ عشر، لم تدفع البلاد نحو الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني فحسب، بل هيّأت أيضاً بيئةً خصبةً لانتشار وتفشي الأمراض والأوبئة الخطيرة.
وفي ظلّ هذه الظروف العصيبة، أطلّ شبح الكوليرا برأسِه في سوريا، لينتشر في عدّة مناطقَ، وينشر معه حالةً من الرعب بين سكان سوريا، الذين أبتِ الأزمات إلّا أن تكون توأماً لا يفارق ظلّهم.
الأمم المتحدة سارعت بإطلاق تحذيراتٍ بهذا الشأن، فقد اعتبرَ مُمثل المنظمة الدولية في سوريا عمران رضا، أن تفشّي وباء الكوليرا في عدة مناطقَ بالبلاد، يمثل “تهديداً خطيراً في سوريا والمنطقة”، داعياً إلى استجابةٍ عاجلةٍ لاحتواء انتشاره.
ورجّح رضا أن يكون تفشي المرض مرتبطٌ بريِّ المحاصيل الزراعية باستخدامِ مياهٍ ملوثة، وشرب مياهٍ غيرِ آمنة من نهر الفرات.
من جهته كشف مدير الطوارئ الإقليمي لشرق المتوسط، في منظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان، أن المنظمة سجّلت في سوريا، ثماني وفياتٍ بسبب الكوليرا، منذ الخامسِ والعشرين من آب أغسطس الماضي، منها ستُّ حالاتٍ في حلب، واثنتان في دير الزور.
وبحسب برينان فإن هذا هو أوّل تفشٍّ مؤكدٍ للكوليرا في السنوات الأخيرة، ما يثير قلقاً حول انتشار الوباء جغرافياً، وعليه فإنه لابدّ من التحرّك والعمل بسرعة.
يُشار إلى أن هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أعلنت مؤخراً تسجيلَ ثلاثِ وفيّاتٍ بمرض الكوليرا، في الرقة، ودير الزور، بالإضافة لعشرات الإصابات، كما أعلنت وزارة الصحة بالحكومة السورية أن عدد الإصابات المثبتةِ حتى الآن عشرون إصابةً في حلب، وأربعٌ في اللاذقية، وإصابتان في العاصمة دمشق.
