مقالات رأي

قسد عالقة بين فكي العملية التركية وابتزاز النظام


مصطفى محمد/ موقع المدن

يضيق الخناق على قوات سوريا الديموقراطية (قسد) على نحو متزايد، لتبدو وكأنها بين فكي كماشة تركيا والنظام السوري، الأولى تتحين الفرصة لبدء عمليتها العسكرية ضدها، والثاني يضغط لتحصيل مكاسب إضافية، على وقع حالة من اللامبالاة الأميركية.

وتعكس الأرتال العسكرية التي يرسلها النظام إلى شمال غربي وشرقي سوريا لصد اجتياح تركي يبدو أنه بات وشيكاً، مدى ضيق المناورة أمام قسد التي تجد نفسها ملزمة على تقديم تنازلات للنظام.

وبشكل يومي تصل أرتال النظام السوري إلى تل رفعت ومحطيها، وتعبر كذلك من معبري “التايهة” إلى ريف منبج، والطبقة إلى أرياف الرقة عند تخوم منطقة عمليات نبع السلام. يأتي ذلك، تنفيذاً لاتفاق ما زالت بنوده “غير واضحة” تم التوصل إليه بين النظام و”قسد” برعاية روسية، ودفع إيراني.

ووفق معلومات حصلت عليها “المدن” من مصادر خاصة، قدمت “قسد” ضمانات بالانفتاح على الحوار الذي تعقده الإدارة الذاتية مع النظام السوري، مقابل زيادة انتشار قوات الأخير في المناطق المهددة بالتقدم التركي، وخاصة في تل رفعت ومنبج.

أما على صعيد التنازلات المباشرة، طالب النظام بفرض سيطرته الكاملة على طريق “أم 4″في جهته الواصلة بين الحسكة وحلب مروراً بريف الرقة، وهو ما لم تعارضه “قسد”، حسب المصادر ذاتها.

وفي إجابته عن سؤال حول طبيعة الاتفاق الذي عقدته قسد مع النظام، قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية (مسد) رياض درار إن “المسألة ليست اتفاقاً، وما يجري هو استمرار للاتفاق الذي جرى مع النظام بعد احتلال تركيا لرأس العين وتل أبيض في 2019”.

وأضاف لـ”المدن”، أن الدفاع عن حدود سوريا هي وظيفة الجيش، و”قسد” تقول دائماً إنها ستكون ضمن الجيش السوري بعد التسوية (…) نحن نعمل سوية لمواجهة الاحتلال التركي.

تجنب تجربة عفرين

وقال درار: “لا نريد تجربة عفرين عندما تأخرت دعوة الجيش السوري للدفاع عن عفرين فحصل ما حصل، ونحن الآن نحمل الجيش مسؤولياته، إن قاوم فهذا واجبه وهذا ما نريده، وإن انسحب فالتاريخ يُسجل”.

وتطرق رئيس مسد للحل السياسي قائلاً: “نهج الجيش سيكون بداية عامل ثقة يحدد الطريق للحل السياسي، ويجعل التفاهم حوله أفضل من التجاذبات والاتهامات الحالية”.

وأضاف أن “المعلوم أن مسار جنيف يضمن تسوية سورية تشمل جميع الأطراف، وبالتالي لا نحتاج للعنتريات من قبيل إسقاط النظام، وأي تدوير للعمل السياسي سوف يغير هذا النظام وحينها يمكن للسوريين أن يحكموا أنفسهم، ونحن في معركة السياسية والسلاح نعمل دون توقف حتى ننجز الحل السياسي السوري”.

ورداً على الانتقادات لقسد بالسماح للنظام بالتمدد إلى مناطق كان يحلم بالعودة إليها، قال درار: “لا نريد إلقاء التهم، ولا نريد أن ننقص من شأن أي عمل كما اعتاد الشعب السوري، الذي لم يستِطع انتهاز أي فرصة حتى الآن لخلق الظروف للحل السياسي”.

وأضاف “بالمناسبة، خاطبنا في وقت سابق كل أطياف المعارضة وحتى الفصائل، ودعوناهم لمواجهة نظام الاستبداد معاً، لكنهم كانوا لا يتحدثون عن القضايا السورية المشتركة، وإنما خطابهم كان عبارة عن اتهامات مشابهة لتلك التي توجهها تركيا لنا”.

وقبل يومين، أكد قائد قسد، مظلوم عبدي، انتشار قوات النظام السوري بشكل كبير في مناطق نفوذ قواته شمال شرقي سوريا، مضيفاً أن النظام السوري عزز مـن قواته الموجودة في عين العرب وتل رفعت، وقال: “ما نزال نعمل على منبج وذلك بالتنسيق مع الجانب الروسي”.

لا تثق قسد في قدرة النظام السوري على صدّ العملية التركية، كما هو الحال في عفرين، ولذلك تحاول استمالة روسيا بشكل أكبر من خلال الحديث عن حل سياسي سوري يرضي موسكو، ويدفعها إلى زيادة الضغط على أنقرة لثنيها عن تنفيذ تهديداتها.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى