مقالات رأي

تركيا من تغيير النظام السوري لدويلة على غرار “حكومة فيشي” العميلة


إن تصريح أردوغان اليوم الأربعاء وهو يعلن قائلاً: “نحن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارنا المتعلق بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كم شمالي سوريا، وتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين”. ودون تحديد موعد تلك العملية، يؤكد على حقيقة مفادها؛ بأنه بدأ يتراجع عن تهديداته السابقة باجتياح المنطقة وذلك بعد أن تأكد بأن لا ضوء أخضر أمريكي له ولذلك ها هو يحدد منطقتي تل رفعت ومنبج كمناطق مستهدفة لعملياتها العسكرية وأعتقد صعب أن يقدم على مهاجمة المنطقتين إن لم نقل مستحيلاً مع رفض إيران للعملية وذلك لم للموقعين من ميزات استراتيجية بالنسبة لمناطق نفوذها في حلب وقربهما من نبل والزهراء ومنبج كعقدة اتصال حيوية للطريق الدولي، لكن القضية الأهم والتي يمكن أن نستشف من تصريحات أردوغان بخصوص المنطقة الآمنة بعمق (٣٠) كم في الشمال السوري هي نقاط عدة محددة؛ أهمها يمكن تلخيصها بما يلي:

تركيا تحاول من خلال المنطقة الآمنة المزعومة توجيه ضربة لأي مشروع مستقبلي ربما يفكر الأمريكان العمل عليه ونقصد إقليم كردستاني جديد على غرار إقليم كردستان العراق في سوريا وذلك من خلال احتلال كل الشمال السوري وتغيير تركيبتها الديموغرافية واسكان العرب والتركمان في تلك المناطق المحتلة.
التخلص من مشكلة اللاجئين السوريين داخل تركيا وبالتالي تحسين وضعه الانتخابي القادم ومن جهة أخرى الحصول على دعم أوربي حيث وبدل فتح الأبواب باتجاه أوروبا وغرقها بأمواج جديدة للمهاجرين السوريين فها هي ستعيدهم إلى سوريا
لكن الأكثر التفاتاً بهذه التكويعة السياسية الجديدة لتركيا هي في تخليها عن مشروعها السابق بخصوص قضية تغيير النظام في سوريا ونسيان مسألة الصلاة بجامع الأمويين إماماً للإخوان والاكتفاء بذاك الحزام الأمني كدويلة للإخوان وتحت قيادة التركمان وبالتالي تكريس واقع الانقسام في الجغرافيا السورية بحيث يصبح ثلاث كانتونات ودويلات إحداها تحت النفوذ التركي.
وسؤالنا الأخير لأذيال تركيا؛ إذاً من هو الانفصالي والتقسيمي، أنتم أم الكرد وها هو سيدكم يتخلى عن كل شيء وكل وعوده السابقة لكم بتغيير النظام ومساعدة السنة العرب في التغلب على النظام “العلوي”، والاكتفاء بإقليم على حدودها الجنوبية من أجل حماية أمنها القومي الكاذب والحقيقة أن الهدف من العملية فقط هي لضرب الكرد وأي طموح سياسي لهم في المنطقة وللأسف بمساعدة بعض السوريين -كرداً وعرباً- ممن يسمون أنفسهم معارضة.. مع العلم أن تركيا تستخدمكم كأدوات رخيصة لا غير حيث بعض أولئك الكرد فقط لضرب الإدارة الذاتية ولاعطاء الشرعية لنفسه، بأنه ليس ضد الكرد والدليل وجود ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي في تركيا كحليف، بينما مع انتهاء أدوارهم سينتهي منهم كما حصل معهم ومع مجاميعهم وكتائبهم الستة في عفرين. وهكذا وبعد ضرب بعض الكرد ببعض الآخر سيتم استخدام بعض العرب بضرب بعض الكرد الذين صدقوا إنهم حلفاء تركيا وبالأخير سيتم التخلص من العرب أولئك من خلال تسيد التركمان عليهم بالأخير حيث المشروع النهائي لتركيا هو تتريك ما يتم احتلاله ونجده على أرض الواقع حيث التدريس تركي والعلم تركي والعملة تركية وهكذا الاقتصاد والثقافة والرموز كلها باتت تركية وهو المشروع النهائي لأردوغان، فهل بعد كل ذلك هناك خيانة أكبر للوطن والقضية وبالأخص للكرد وبعدهم العرب المتتركين المتأردغين حيث هؤلاء يذكروننا بحكومة فيشي الفرنسية العميلة والتي شكلتها ألمانية النازية إبان احتلالها لجنوب فرنسا وأعتقد بأن مصيرهم ومصير سيدهم لن يكون بأفضل من مصير تلك الحكومة الخائنة وزعيم النازية؛ هتلر..!

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى