مقالات رأي

الفن والثقافة؛ بوصفهم عِماد الثورة

آلدار خليل


الفن بمختلف مجالاته من الأسس الهامة للثورة الديمقراطية، يعكس بجوهره وروحه كل التفاصيل التي ينبغي أن تكون في حيثياتها ثورة بحد ذاتها، من غير الصحيح أن يرى الفنان بأن دوره مقتصر على مواكبة الثورة فقط؛ ينظر إلى ما يحدث ويحاول التعبير بشكلٍ من الأشكال الفنية عنه؛ هذا ليس صحيحاً. إنما لا بد أن يكون الفن من الأعمدة الرئيسة في الثورة ولكن كيف؟ وبأي شكل؟
يمكن أن نجعل الفن ومن قبل الشعوب جميعها التي تعيش في منطقتنا بشكلٍ يوحي إلى الحقيقة التي ينبغي توضيحها من جهة، وكذلك النضال من أجلها. لا بد من أن يدرك الفنان بأن مهامه كبيرة تضاهي مهام السياسي والعسكري وحتى في بعض الأماكن أكبر منها وأكثر منها مسؤولية في الثورة الديمقراطية وذلك من خلال عدة جوانب منها ما هو متعلق مثلاً بكيفية تطوير الثورة الديمقراطية وعكسها بالشكل الصحيح الذي يعبّر عن جوهرها وذلك من خلال حماية ميراث الشهداء، عكس دور المرأة وتضحياتها، التعبير عن حقيقة التضحيات التي يقدمها شعبنا، فضح ممارسات المحتل ومخططاته ضدنا، شكل الإرادة التي يتشبث بها أهلنا ويتمسكوا بالعودة من مناطقهم التي تم تهجيرهم منها رغم كل الممارسات ولكن بشكل كريم، نمط إلغاء هويتنا، سبل الوقوف ضد العدو وإفشال مخططاته، هذه من المهام الأساسية التي تقع على عاتق الفنانين وكل من يعمل في ساحة الثقافة والفن.
المهام كبيرة وعلى كل الفنانين في مجال الفن بمختلف مجالاته أن يعبّروا عن حقيقة ثورتهم ليس من باب مدحها وتبجيلها لا، إنما يكون هؤلاء الفنانين الثورة بحد ذاتها. يدافعون عنها ويصرّون على نصرها، يناضلون دون أن يكون هناك إدراك بأن مهمة النضال والدفاع تكون فقط لمن هم في خنادق المعارك أو للساسة أو بأن النضال مهام وظيفية يقوم بها البعض والبعض الآخر يتصرفون حسب النتائج.
مهما تكن هوية الانتماء السياسي والقومي والثقافي لكن لا بد من أن يؤدي الفنان دوره الثوري، وواجبه الهام المتعلق به كفنان الذي عليه واجب مساندة ثورة المجتمع والفنان هو الجزء المهم من المجتمع الذي يتحمل مسؤولية توجيهه ولفت أنظاره للكثير من الأمور التي تخدم مصلحته ومستقبله، مثلاً لا يوجد فنان ينتمي لمجتمع لديه قضية ليست قضية حزبية وإنما قضية هوية وتاريخ ووجود ويذهب هذا الفنان ويغني لمجتمع آخر، نعم يمكن له أن يتعاطف مع القضايا الأخرى لكن عليه القيام بواجبه تجاه مجتمعه بالدرجة الأولى أيضاً، تجاه الثورة التي يتبناها المجتمع الذي ينتمي له. اليوم لدينا قضية هي قضية بناء إرادة حرة وديمقراطية لمجتمعنا هذه القضية ليس الفنان الكردي فقط معني بها. الكردي، الآشوري – السرياني، العربي، الأرمني والجميع معنيون بها كفئة تمثل مشاعر المجتمع وفكره وثقافته وروحه أيضاً.
رغم كل الظروف والصعوبات الموجودة إلا أن ثورة روج آفا – شمال وشرق سوريا هي الأكثر نضالاً في ثورة الفن والثقافة ولكن بكل أسف هناك حاجة ماسّة للمزيد من التقدم والنضال؛ لأن مشروع الثورة الذي يقوده شعبنا معني باستحداث تغيير بنيوي في منظومة الفكر والذهنية الرائجة في المنطقة، يقود ثورة معنية بالهوية والوجود والتاريخ وسبل البقاء، معنية بالتطور في مجال الديمقراطية التي قياسها لا يمكن أن يكون نسبياً وإنما تشاركياً. لذا؛ كل من يعيش في منطقتنا بمختلف شعوبها عليهم العمل لتطوير هذه الثورة وتحقيق أهدافها والفن والثقافة ساحة هامة لهذا الإنجاز الثوري التاريخي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى