آخرى

‏تركيا تـ.ـعرقـ.ـل توصل دمشق وقسد لاتفاقات تـ.ـنقـ.ـذ سوريا و”باول” يـ.ـنـ.ـذر “الشرع”

‏تزداد الشكوك حول قدرة الحكومة السورية المؤقتة على التزامها وتنفيذها بنود اتفاقية 10 مارس/ آذار الموقعة بين قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي” والرئيس السوري المؤقت “أحمد الشرع”. فيما حصرت أطراف موالية لدمشق مسألة تطبيق الاتفاق في حل (قسد) نفسها ضمن “الجيش السوري”، وتسليم المنطقة إلى حكومة دمشق دون أي اعتبارات أخرى.

‏في حين أكدت مصادر من قوات سوريا الديمقراطية أن “الاندماج” مع “الجيش السوري” سيكون على شكل ثلاث فرق عسكرية، أي بشكل كتل، وستحافظ فيها (قسد) على خصوصيتها وهيكليتها، وهو ما أكدته عضوة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية “روهلات عفرين” في حديثها مع صحيفة “نو ميديا 24″، حيث وضعت الكرة في ملعب دمشق، وحددت مسار الحوار والاندماج معها، عندما قالت “نحن في وحدات حماية المرأة (YPJ) وكنساء، نؤمن بقدرتنا على بناء نظام متساوٍ وديمقراطي. وعلى هذا الأساس، يمكننا أن نُضفي معنى جديداً على مسألة الاندماج. وبعبارة أخرى، الاندماج لا يعني أن نصبح مثلهم، بل على العكس، يتحقق الاندماج من خلال تغييرهم وفق رؤيتنا”. وأضافت “هدفنا هو تطويرهم معنا، ودمجهم بالفكر الحر والديمقراطي. ومن وجهة نظرنا، هذا هو الاندماج الحقيقي”. ولفتت القيادية “عفرين” إلى التحديات التي تواجه حكومة دمشق “وكما نرى، فإن الإدارة الحالية بدأت تدرك أن المجتمع السوري لم يعد يقبل بهم كما هم، ولذلك هناك حاجة إلى التغيير، وهذا أمر إيجابي. وعلى العكس، إذا لم تتغير الذهنية القائمة، فيجب أن يكون معلوماً أنه سيكون من المستحيل أن نتحد معهم”.

‏وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم عبدي” قد كشف في لقاء له مع تلفزيون “روناهي” أن ما تم تباحثه مع دمشق لا يزال شفوياً، ولم توقع أي اتفاقيات جديدة، مؤكداً أن لجاناً خاصة من الجانبين ستتولى إتمام المباحثات حول تفاصيل ما تم الاتفاق عليه.

‏فيما شدد عضو القيادة العامة لـ(قسد)، “سيبان حمو” وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض مع دمشق، في لقاء مع المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، وبعد جولة أولى مع وزيرَي الدفاع والداخلية السوريين، أن الأجواء كانت إيجابية، وتم وضع إطار عام للتفاوض، على أن تنتقل إلى مرحلة وضع آليات الاندماج وكيفية بناء جيش وطني سوري.

‏جاءت اللقاءات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية بعد زيارة الرئيس المؤقت “أحمد الشرع” إلى روسيا، والتي وصفها العديد من المراقبين بأنها شكلت تحولاً في توجه “الشرع” بعد أن مارست الدول الغربية ضغوطاً عليه في إجراء تغييرات داخلية، والانتقال بسوريا من دولة فاشلة إلى دولة تعيد بناء نفسها. إلا أن تركيا التي شجعت “الشرع” للانفتاح على موسكو، تشعر بقلق كبير إزاء قبول “الشرع” بشروط قوات سوريا الديمقراطية للاندماج مع الجيش السوري، وتخشى من مصيرها في سوريا، وهو ما دفعها إلى تحشيد مرتزقتها وكذلك المعارضين لـ”الشرع” والتهديد بشن عمل عدواني على مناطق شمال وشرق سوريا، وأولها تشديد الحصار الجائر على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ورفع السواتر الترابية، ونشر عناصرها، ونصب الأسلحة الثقيلة في محيط الحيين، إضافة إلى التضييق على السكان الداخلين والخارجين منهما، واعتقال عدد من الشباب أيضاً.

‏ولنزع الحجج والذرائع أمام المتطرفين في الحكومة السورية، وكذلك مرتزقة تركيا، الذين يحاولون كل جهدهم إحباط أي اتفاق “وطني” بين دمشق والإدارة الذاتية؛ توجه وفد من حكومة دمشق إلى مناطق شمال وشرق سوريا، وعقد لقاءً هاماً مع قيادات عسكرية وأمنية من (قسد) وقوى الأمن الداخلي بمدينة الطبقة، وبمشاركة قيادات من قوى الأمن الداخلي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وكان الحصار والإجراءات التي تتخذها الحكومة ومرتزقة تركيا ضد الحيين محور النقاشات بين الطرفين، ولكن لم تترشح عن الاجتماع أي معلومات واضحة، إلا أنها تتجه نحو التهدئة وعودة الحيين إلى الأوضاع الأولية ما قبل الهجوم الغادر عليهما في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. فيما افتتح الطريق أمام المسافرين من مناطق الإدارة الذاتية نحو الداخل السوري في منطقة أثريا، لتعود الحكومة السورية وفصائل المرتزقة من “العمشات والحمزات” إلى إغلاقه صباح يوم، الثلاثاء، بعد أن تم فتحه ليومين فقط. وحسب تقارير محلية، تسعى حكومة دمشق وتركيا إلى ممارسة ضغط على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية لحملها على إبداء تنازلات جدية في مفاوضاتها، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصل إلى حد فتح مواجهة مفتوحة مع (قسد)، نظراً لأن أي حرب محتملة قد تفجر الوضع السوري بأكمله، إضافة أن القوى الإقليمية والدولية لن تسمح باندلاع حرب جديدة في سوريا. وهذا ما يحد من رغبة تركيا خلط الأوراق والاستفادة من أجواء التوتر والحرب.

‏ورغم ترحيب جميع الأطراف الدولية والإقليمية بعودة الحوار بين دمشق والإدارة الذاتية، إلا أن دولة الاحتلال التركي تحاول دائماً وضع العصي في عجلات الاتفاق، وتحاول كل جهدها عدم تطويره للوصول إلى حالة من التكامل، لإنقاذ سوريا وانتشالها من أزمتها المستفحلة. فقد عبَّر رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) السابق “ديفيد بترايوس” في حوار مع شبكة “روداو” عن اعتقاده بأن قوات سوريا الديمقراطية ستُدمَج بشكل أو بآخر ضمن الجيش السوري”. ورحب بالحوار بين الرئيس “الشرع” وقائد (قسد) الجنرال “مظلوم عبدي”.

‏تشير تقارير موثوقة إلى أن حكومة “الشرع” لا تملك خيار تنفيذ اتفاقيات مع الإدارة الذاتية، رغم تغير لهجة وزير خارجيتها إزاء الإدارة، وقبوله ضمنياً بمبدأ اللامركزية السياسية في إدارة البلاد، في حين يذهب البعض إلى التكهن أن البلاد ذاهبة نحو الفدرلة أو الانقسام في حال تعنت حكومة دمشق وخضوعها للإملاءات التركية. كما ذكرت بعض المصادر الإعلامية أن مستشار الأمن القومي البريطاني “جوناثان بأول” أنذر “الشرع” ثلاثة أشهر لإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا، والانتقال بالبلاد إلى حالة تشاركية وتعددية، وإلا سيتم خلعه من الرئاسة مثلما جاؤوا به أيضاً.

‏ويرى البعض أن أقصر وأفضل الطرق أمام “الشرع” وحكومته كي يتمكن من إنقاذ نفسه ونظامه هو التفاهم مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، حيث القوة العسكرية التي تمكنه الاعتماد عليها في فرض الاستقرار في البلاد، إضافة إلى الاستفادة من ثروات منطقة الإدارة، ولكن هل يستطيع “الشرع” الإفلات والتحرر من الضغوط التركية، هذا ما ستثبته الأيام القليلة القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى