تقارير

تـ.ـصاعد في نشاط داعـ.ـش… وإعادة تنـ.ـظيم صفـ.ـوفه وسط تعقـ.ـيدات المشـ.ـهد السوري

يسجّل تنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة عودة لافتة إلى الواجهة عبر نشاط متزايد في عدد من المناطق السورية، في مؤشر على محاولته إعادة ترتيب صفوفه واستعادة حضوره داخل مشهد أمني وسياسي مزدحم بالتناقضات.

وفي ظلّ التحولات التي رافقت صعود هيئة تحرير الشام إلى الحكم في بعض المناطق، برز اتساعٌ ملحوظ في حركة التنظيم داخل مناطق نفوذها، وسط بيئة معقدة سمحت بمرور عناصره وإعادة بناء خلاياه. كما أن وجود شخصيات ذات خلفيات داعشية داخل أجهزة الحكم والإدارات الأمنية هناك أسهم في توفير مساحات يمكن للتنظيم استخدامها لتعزيز نشاطه.

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد الهجمات التي تُنفَّذ ضد مناطق شمال وشرق سوريا، وخاصة في ريف دير الزور ودير حافر، حيث تتحرك مجموعات من المرتزقة المدعومين من الاحتلال التركي جنباً إلى جنب مع خلايا داعش، ضمن محاولات لإرباك الأمن وخلق حالة مستمرة من عدم الاستقرار.

ولتعزيز وجوده، عمل التنظيم خلال الشهور الماضية على التغلغل ضمن مجموعات المرتزقة وما يُسمّى بمسلحي العشائر، مستفيداً من حالة الفوضى والانقسام التي تتيح له إعادة بناء وحداته الميدانية وتوسيع نفوذه بعيداً عن الأنظار.

وفي خطابه وتحركاته الأخيرة، يواصل داعش استهداف الأقليات القومية والدينية في سوريا، من الكرد إلى الدروز والعلويين، عبر خطاب تحريضي يهدف إلى تغذية الانقسام الاجتماعي وإشعال المزيد من التوتر داخل البلاد.

وتكشف هذه المؤشرات عن مشهد معقّد تسعى فيه التنظيمات المتطرفة لاستثمار أي فراغ أو تناقض سياسي لإعادة إنتاج نفسها، ما يجعل متابعة هذا النشاط المتصاعد ضرورة ملحّة لمنع تشكُّل موجة جديدة من الفوضى قد تمتد آثارها إلى عموم المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى