آخرى

‏داعـ.ـش… استراتيجيات التجـ.ـدد والتخـ.ـفي بعد سقـ.ـوط نظـ.ـام الأسد‏

‏تستمر هجمات خلايا تنظيم داعش الإرهابي في مناطق شمال وشرق سوريا، خاصة في دير الزور ودير حافر، مما يكشف عن تحول خطير في استراتيجيات التنظيم العسكرية والأمنية.

‏من الواضح أن التنظيم لم يعد يعمل ككيان مرئي يحكم أراضٍ ومدن ومناطق كما قبل هزيمته على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، بل تحول إلى شبكة هجينة تعتمد على التخفي والاندماج مع فاعلين آخرين لضمان بقائه وتوسعه.

‏تشير الوقائع الميدانية إلى أن العديد من الهجمات الأخيرة كما حدث في دير الزور ودير حافر تُنفَّذ عبر مجموعات مرتزقة مدعومة من الاحتلال التركي، تعمل بالتنسيق مع عناصر داعش. هذا التحول يسمح للتنظيم  بتوفير غطاءً له يُصَعِّب تحديد الفاعل الحقيقي خلف العمليات. وبهذه الطريقة، يستغل داعش الفوضى ويوجّهها لصالحه، معتمدا على دعم لوجستي وسياسي خارجي.

‏أعاد التنظيم ترتيب صفوفه بشكل متخفي، من خلال الاندماج مع ما يُسمى بـ”مسلحي العشائر”، وهذا الاندماج لا يعطيه حماية اجتماعية وسيطرة ميدانية فحسب، بل يسمح له بتجنيد مقاتلين جدد تحت غطاء المطالب العشائرية أو المحلية. وهكذا يتحول داعش من تنظيم هرمي إلى ظاهرة متنقلة تخترق المجتمعات والجماعات المسلحة الأخرى.

‏يوجّه التنظيم خطابه العدائي بشكل ممنهج ضد الأقليات الدينية والقومية في سوريا، مثل العلويين والدروز والكرد. هذا التكتيك يهدف إلى إشعال الفتنة الطائفية والعنف المجتمعي، مما يخلق بيئة من عدم الاستقرار تسمح للتنظيم بالانتشار من جديد.

‏ويعمل التنظيم في الوقت الحالي لاستهداف الأقليات ليس فقط لأسباب أيديولوجية، بل لأنه جزء من استراتيجية لضمان استمرار حالة الحرب وانهيار النسيج الاجتماعي السوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى