الإدارة الذاتـ.ـية في مقاطعة الفرات: الحـ.ـرب ضـ.ـد داعـ.ـش لم تنتهِ بعد

أدلت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الفرات، اليوم ببيان، إلى الرأي، في الذكرى السنوية الحادية عشر لهجوم مرتزقة داعش على مدينة كوباني، والمقاومة التي أبدتها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة والقوى الثورية بوجه تلك الهجمات، والتي كانت بداية انهيار المرتزقة.
البيان قرئ في متحف كوباني من قبل الأستاذ في جامعة كوباني أراس هيزو، والطالبة في جامعة كوباني فرياز رمو، وجاء في البيان:
“يصادف الخامس عشر من أيلول الذكرى السنوية لبدء تنظيم داعش الإرهابي هجماته الواسعة على مدينة كوباني وقراها عام 2014.
ففي مثل هذا اليوم قبل أحد عشر عاماً، أطلق داعش هجومه على كوباني من ثلاثة محاور، بعد أن سيطر على مساحات جغرافية شاسعة من سوريا والعراق، ومدن كبيرة مثل الرقة والموصل، حيث فرّت من أمامه جحافل الجيشين السوري والعراقي، واستحوذ على ترسانة كبيرة من الأسلحة، وجّهها إلى مدينة كوباني محاولاً احتلالها.
أوضح البيان أن الهجمات التي تعرضت لها كوباني آنذاك كانت جزءاً من مخطط كبير يستهدف وجود الشعب الكردي ومكتسبات ثورة 19 تموز، وكان اختيار كوباني لهجوم بهذه القوة نابعاً من رمزيتها المعنوية لدى الشعب الكردي، فهي المدينة التي انطلقت منها شرارة ثورة روج آفا، وكان احتلالها ليُشكّل ضربة قاصمة لمكتسبات الثورة.
وأكد البيان أن مدينة كوباني لم تكن كسائر المدن التي هاجمها داعش، فأبناء هذه المدينة وقفوا سدّاً منيعاً أمام تلك الهجمات، متسلحين بفكر حر وإرادة صلبة، مدافعين عن قضية مشروعة، حاملين راية الحرية والصمود، ليس دفاعاً عن مدينتهم فحسب، بل دفاعاً عن العالم والإنسانية، في مواجهة أحد أعتى التنظيمات الإرهابية.
وأضاف البيان: “لقد أثمرت المقاومة التي خاضتها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة طيلة 134 يوماً، عن كسر هجمات داعش وطرده من المدينة، وبدء عملية تحرير سائر مناطق شمال وشرق سوريا من التنظيم الإرهابي.
فقد كانت كوباني أولى المدن التي أوقفت زحف داعش وألحقت به هزيمة ساحقة، ومنها انطلقت بداية نهاية التنظيم عسكرياً”.
وتطرق البيان إلى المقاومة التي أبديت في كوباني، وقال: “المقاومة البطولية التي سطّرها المدافعون عن الحرية في شوارع كوباني أفشلت مخططات تنظيم داعش وكل من كان يقف خلفه، على الرغم من الدعم العسكري اللامحدود الذي حصل عليه التنظيم، لا سيما من قبل دولة الاحتلال التركي، التي فتحت حدودها أمامه وسهّلت عبور آلاف الجهاديين القادمين من مختلف أنحاء العالم إلى سوريا والعراق، للانتساب إلى التنظيم، وقتل الأبرياء، واستباحة دمائهم، وتدمير البلاد، وتفتيت المجتمع السوري”.
ونوه البيان إلى أن المقاومة التي خاضتها وحدات حماية الشعب والمرأة عن مدينة كوباني حرّكت مشاعر الإنسانية لدى الأحرار في أنحاء العالم، حتى اتّحد العالم في دعمه لهذه المقاومة، وتم اختيار الأول من تشرين الثاني يوماً عالمياً للتضامن مع مقاومة كوباني، حيث خرج الآلاف في ذلك اليوم في عشرات الدول حول العالم وأعلنوا دعمهم وتضامنهم مع كوباني.
واستذكر البيان الدعم الكبير الذي قدّمه الشعب الكردي في شمال كردستان أثناء مقاومة كوباني، “والموقف البطولي الذي وقفه إخواننا دعماً للمقاومة، إذ كان لذلك دور حيوي في انتصارها”.
وبيّن البيان: “اليوم، لا تزال الهجمات التي تستهدف ثورة 19 تموز والمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا مستمرة، إذ يواصل أعداء الحرية مساعيهم لتحقيق ما عجز داعش عن تحقيقه.
وتستمر التهديدات ضد مناطقنا ومشروعنا الديمقراطي من قبل مجموعات تحمل مسميات مختلفة، لكنها في حقيقتها من بقايا تنظيم داعش الإرهابي وتحمل أفكاره نفسها، والعديد من قادة هذه المجموعات كانوا أنفسهم قادة في صفوف التنظيم”.
ونوه البيان إلى أن الحرب ضد داعش لم تنتهِ بعد، فلا تزال خلاياه النائمة منتشرة في كل مكان، وتظهر بين الحين والآخر، مستفيدة من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا، وقال: “لذا من الضروري مواصلة الحرب ضده حتى القضاء عليه بشكل نهائي.
وإننا نؤكد أن مقاومتنا مستمرة بالعزيمة نفسها، وبالروح والإصرار ذاتهما اللذين انتصرا في كوباني، حتى تحقيق الحرية والديمقراطية، وهزيمة الفكر الظلامي، وردع كل الهجمات التي تستهدف شعبنا والمكتسبات التي تحققت طيلة سنوات الثورة”.
وتوجهت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الفرات بنداء للإنسانية والعالم أجمع لمواصلة تقديم الدعم لأبناء شمال وشرق سوريا ومشروع الإدارة الذاتية، الذي يمثل بصيص الأمل الوحيد لبناء سوريا جديدة. وقالت: “فقد أثبتت الإدارة الذاتية أنها النموذج الأمثل والوحيد الذي يلبّي تطلعات السوريين في العيش المشترك، والديمقراطية، والحرية، وتحقيق الأمان والاستقرار، لذلك فإن دعم الإدارة الذاتية هو دعم للاستقرار والمستقبل المشرق لسوريا.
واستذكرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الفرات بإجلال واحترام شهداء الحرية الذين سطّروا بدمائهم أروع الملاحم البطولية، وأكدت: “أننا سنواصل المسير على الدرب الذي رسموه بدمائهم، حتى تحقيق الحرية”.