المرصد السوري: نحو 35 قرية خالية في السويداء بعد الأحداث الدامية

شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا خلال شهر تموز/يوليو الماضي، واحدةً من أشد فترات التوتر والعنف في تاريخها الحديث، حيث تصاعدت الاشتباكات المسلحة في عشرات القرى والأحياء، متسببةً في موجة نزوحٍ جماعي واسعة، ودمارٍ كبير طال الممتلكات العامة والخاصة. هذا التصعيد المفاجئ حوّل مناطق سكنية وزراعية إلى أماكن غير صالحة للعيش، ودفع آلاف العائلات إلى مغادرة منازلها تحت وطأة القصف والخوف من الانتهاكات.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد، أن عمليات النزوح تركزت في القرى الواقعة على أطراف المحافظة وريفها، حيث اضطر السكان إلى مغادرة منازلهم ومزارعهم تحت وطأة التصعيد، تاركين خلفهم ممتلكاتهم التي تعرضت للنهب والتخريب والحرق، ما جعل العديد من المناطق غير صالحة للعيش.
ومن بين القرى التي شهدت نزوحًا جماعيًا، الصورة الكبيرة، حزم، أم حارتين، خلخلة، ذكير، رضيمة اللواء، لاهثة، المتونة، أم الزيتون، وغيرها، حيث باتت هذه القرى خاليةً تمامًا من سكانها.
كما أكد المرصد الحقوقي، أن البساتين الزراعية المحيطة بهذه القرى لم تسلم من الضرر، إذ أُحرقت مساحاتٍ واسعة منها، ما أدى إلى فقدان مصادر رزقٍ أساسية لعشرات العائلات، في وقتٍ طالت فيه الاعتداءات المرافق الخدمية، مما يجعل العودة إليها في الوقت الحالي أمرًا بالغ الصعوبة.
وفي مدينة السويداء نفسها، أُجبر سكانُ عدة أحياء على النزوح بسبب القصف أو انعدام الأمان، لا سيما في مناطق مثل دوار العمران، سوق الهال، حي النهضة، مساكن الضر، طريق الثعلة، والشرطة العسكرية، والتي تحوّلت إلى أحياء شبه مهجورة.
إلى جانب ذلك، لم يسلم البدو الذين يقطنون في مناطق مختلفة من السويداء من تداعيات الأزمة، حيث أُجبرت آلاف العائلات البدوية على مغادرة قراها نتيجة التصعيد العسكري والاشتباكات المسلحة وما رافقها من توترات ذات طابع طائفي. وقد أُجليت تلك العائلات على عجل باتجاه مناطق خارج المحافظة، دون تمكينها من العودة.