
في الجزء الثاني من الحوار، أجاب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن أسئلتنا حول الوحدة الكردية، وحل القضية الكردية، وانعقاد الاجتماع المحتمل في باريس والذي تم تأجيله، والقضايا الرئيسة التي يسعون إلى طرحها، بالإضافة إلى العلاقات مع تركيا والقوى الدولية، والنضال ضد مرتزقة داعش.
وهذا هو مضمون الجزء الثاني من الحوار:
في مثل هذا الوقت العصيب، يُعدّ موضوع الوحدة الكردية أحد المواضيع الأساسية، وكما هو معلوم، عُقد كونفرانس في قامشلو بهذا الشأن. ما هو الوضع الآن، وكيف يبدو المستقبل، وهل جرى نقاش مع الحكومة الانتقالية حول مستقبل سوريا بهذا الصدد؟
نشكركم على هذا السؤال، هذا الموضوع من المواضيع التي تثير اهتماماً كبيراً. يعتقد بعض الأشخاص بأن هذا الموضوع ركد قليلاً، وأن قرارات الكونفرانس لم تدخل حيّز التنفيذ، لكن من الضروري توضيح هذه النقطة بدقة. الكونفرانس كان تمثيلاً لإرادة الشعب الكردي، وقد شاركت فيه جميع الأحزاب والشخصيات الكردية. الإرادة التي خرجت عن الكونفرانس تخصنا جميعاً، وليست موضعاً للنقاش. توافقت جميع الأحزاب والشخصيات الكردية حول النتائج، وتم مشاركة ذلك مع الرأي العام. وبالطبع، فإن النتائج التي خرجت من الكونفرانس ستُطرح على طاولة النقاش مع حكومة دمشق.
اللقاءات الحالية التي تحصل باسم شمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية مع دمشق، ليست بديلاً عنها. يتضمن اتفاق 10 آذار/مارس بنداً يتعلق بالقضية الكردية. هناك رؤية مختلفة وأوسع للكونفرانس. عندما يحين الوقت، ستعقد محادثات مع حكومة دمشق باسم الأحزاب الكردية، وباسم الشعب الكردي في روج آفا، في إطار نتائج الكونفرانس.
“لماذا تأخرنا حتى الآن؟ إذا أردنا الحقيقة، فإننا حتى الآن لم نبدأ حواراً منظماً. صحيح أنه حصلت عدة لقاءات، لكن لم تتحول بعد إلى مسار ثابت. كانت الخطة أن تتم مناقشة مواضيع شمال وشرق سوريا مثل الملفات العسكرية، الإدارية و الأمنية، ووقف إطلاق النار وبعض القضايا العملية بشكل عاجل وإلى جانب ذلك، كان الوفد الذي انبثق عن الكونفرانس، سيتوجه إلى هناك لمناقشة القضية الكردية، ولكن للأسف حتى الآن لم تتكون الأرضية، وذلك نظراً للأسباب التي ذكرتها سابقا. بالطبع لم تُجرَ محادثات شاملة بعد، ولا يوجد سبب آخر لذلك.”
أعتقد أنه بعد إجراء المحادثات في باريس، سيتم وضع مخطط لهذا الموضوع أيضاً، ويمكن للوفد الكردي أن يذهب ويُجري النقاش. عندما وقعتُ الاتفاق مع الرئيس أحمد الشرع، وأوضحت أنني لم آتِ للنقاش حول القضية الكردية فقط، بل جئتُ للاتفاق حول القضايا العامة المتعلقة بشمال وشرق سوريا، لكن يجب أن يكون هناك بند يرتبط بهذه القضية. هناك قلنا إنه سيتم عقد كونفرانس في وقت لاحق. الشيء المؤكد هو أنه عندما يبدأ مسار المحادثات بشكل رسمي، سيأتي وفد إلى دمشق لمناقشة القضية الكردية.
كان من المقرر أن يُعقد اجتماع بين وفد شمال وشرق سوريا والحكومة الانتقالية في 25 تموز في باريس، لكن تم تأجيله. فما هو السبب؟ وهل يتم الآن التخطيط لعقد هذا الاجتماع؟ ما هي المواضيع التي ستتم مناقشتها؟ وما الذي تأملونه من هذا الاجتماع؟
بالنسبة لهذا الاجتماع، فقد تم التحضير له من جانبنا وكذلك من قبل الدول الضامنة. كان من المفترض أن يُعقد الاجتماع، لكن تم تأجيله في اللحظات الأخيرة. الجانب الفرنسي، أبلغنا رسمياً أن الاجتماع قد تم تأجيله. بعد ذلك، اتصل بي وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو وقال: “كنا مستعدين، لكننا تفاجأنا أيضاً، حكومة دمشق مشغولة بقضية السويداء، ولذلك طلبوا التأجيل “. وقد شكرنا على استعدادنا، وفي الوقت نفسه أعرب عن أسفه لأن الاجتماع لم يُعقد في موعده. وقالوا: “سنصرّ على عقد الاجتماع في وقت قريب”. كذلك تحدثنا مع المبعوث الأميركي توم بارّاك، وأكد الموقف نفسه، وشكرنا، وأبدى أسفه واعتذاره.
بعد ذلك، تم تحريك العملية مجدداً، والآن الاستعدادات مستمرة. تم تحديد موعد، وأُبلغنا به، لكني لا أرغب في ذكره الآن. إذا لم ينسحب أي طرف مرة أخرى، فسيُعقد الاجتماع. الموعد ليس بعيداً كثيراً. وقد تم تحديد بعض المواضيع التي سنناقشها في ذلك الاجتماع والتوصل إلى نتيجة، ولهذا السبب التحضيرات مستمرة.
بخطوط عريضة، ما هي هذه المواضيع؟
سوف نناقش القضايا الإدارية المرتبطة بشمال وشرق سوريا، مثل الحدود، المعابر الحدودية، النفط، واندماج قوات سوريا الديمقراطية. كذلك، سيتم التباحث حول كيفية مشاركتنا في حكومة دمشق، اللجنة التحضيرية للبرلمان السوري، أعمال إعداد الدستور، وبعض القضايا العملية الأخرى. هناك أيضاً مواضيع مثل التعليم، الاعتراف الرسمي بالشهادات، وبعض المسائل الأخرى من هذا النوع، والتي سنطرحها من جانبنا على الأجندة.
الأزمة بينكم وبين تركيا لاتزال تتصدر المشهد الحالي، ما هو الوضع الراهن؛ وهل تجري بينكم مفاوضات أم لا؟
هناك هدوء نسبي حالياً، ولم تحدث أي هجمات أو اشتباكات منذ أربعة أشهر، هناك وقف لإطلاق النار. وهذا يعد أمراً إيجابياً. فقبل أربعة أشهر شهد سد تشرين وقره قوزاق اشتباكات، وكانت الطائرات التركية تهاجم بشكل مستمر، وهذه الهجمات توقفت لفترة زمنية نتيجة المفاوضات. بالطبع هناك عملية تفاوضية بين حركة التحرر الكردستاني وتركيا، ولها تأثيرها. إلى جانب أسباب أخرى أيضاً، حيث تدخلت قوى دولية وأجرت مفاوضات فيما بيننا، وفتحت بعض القنوات للحوار.
ونأمل أن يكون وقف إطلاق النار مستداماً. ونريد أن نحل هذه المعضلة بشكل جذري، حالياً لا توجد أسباب تستدعي استمرار الحرب والنزاعات مع تركيا، ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات أخرى والتي من شأنها منح الثقة. هناك مناطق محتلة وليعود شعبنا إلى عفرين وسري كانيه فيجب حل هذه القضايا أيضاً، فهذه المسائل مشتركة نعمل على معالجتها بشكل جذري وشامل.
في الآونة الأخيرة وقعت هجمات لداعش. في حين لا يزال نضالكم مستمراً، وهناك علاقات بينكم وبين التحالف الدولي بشأن هذه القضية، ما مستوى هذه العلاقة الآن، وهل هناك أي مستجدات أخرى في هذا الإطار؟
يستمر نضالنا ضد داعش. وفي الآونة الأخيرة غيرت قوات التحالف مواقعها، إلا أن هذا لم يؤثر على عملنا، وأحياناً نعمل على المستوى الاستخباراتي على مستوى سوريا.
الجديد هو تطور العلاقات بين أمريكا ودمشق. والآن يتطلب من دمشق أيضاً الانضمام إلى هذا العمل، ونحن نسعى إلى القيام بعمل مشترك بيننا وبين أمريكا والحكومة الانتقالية. ونحن جادون في هذا المسعى، ولا توجد أي عوائق تمنعنا من مشاركة تجاربنا مع الطرف الآخر، لقد خضنا هذا النضال لسنوات.
مفاوضاتكم مع القوى الدولية والتحالف الدولي تركزت بشكل أساسي على المقاومة ضد داعش، هل طرأت أي تغيرات، هل ظهرت إمكانية إقامة علاقات سياسية مع شمال وشرق سوريا؟
بعد مرور عشرة أعوام على نضالنا ضد تنظيم داعش، تم وضع أسس تمهّد لتطوير العلاقات السياسية على المستوى السوري أيضاً. إن حضور ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا في اجتماعنا مع حكومة دمشق يُعدّ بحد ذاته خطوة ذات طابع سياسي، نعتقد أنها قد تفتح المجال أمام تقدّم سياسي أوسع وأكثر جدّية.