
في إطار الردود الدولية على نداء القائد عبد الله أوجلان حول السلام والمجتمع الديمقراطي في تركيا وشمال كردستان، التي أطلقها في السابع والعشرين من شهر شباط المنصرم؛ قدم أندرياس شيدر، رئيس وفد الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي (SPO)، وكذلك رئيس مجموعة العمل الكردية في البرلمان الأوروبي، تقييمات مهمة حول قرار حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح والوضع السياسي في تركيا.
ووصف شيدر قرار حزب العمال الكردستاني بإنهاء الكفاح المسلح تماشياً مع دعوة القائد آبو بأنه “نقطة تحول تاريخية”.
وأشار شيدر إلى أن هذه الخطوة تعني نهاية عقود من الصراع، مضيفاً: “يرمز هذا القرار أيضاً إلى بداية نضال جديد وديمقراطي من أجل السلام، إنه يحمل الآمال في الاستقرار لمنطقة لطالما اتسمت بمواجهة العنف والقمع والإقصاء، وأن عملية السلام تشكل فرصة كبيرة لتركيا لإعادة توجيه نفسها نحو الديمقراطية وسيادة القانون والحياة المشتركة القائمة على الاحترام بين الشعوب”.
ولكن مع ذلك، أوضح شيدر أن هذه الآمال تتعرض للخطر بسبب سياسات القمع السياسي المتزايدة التي يمارسها الرئيس رجب طيب أردوغان، كما أكد شيدر، بأن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية مدينة إسطنبول الكبرى، مسجونٌ منذ فترة طويلة لأسباب سياسية، ولفت الانتباه إلى الإسكات وكم الأفواه الممنهج للسياسيين والصحفيين المعارضين.
كما أعرب شيدر عن قلقه من إمكانية استغلال عملية السلام من قِبل أردوغان لأهدافه السياسية الشخصية، قائلاً “إن هذه العملية ليست مدفوعة بإرادة حقيقية للمصالحة، ولكن يُنظر إليها على أنها مناورة تكتيكية لتغيير دستوري يسمح لأردوغان بالترشح لولاية ثالثة كرئيس في عام 2028، غير أن ما تحتاجه تركيا ليس حيلة جديدة للسلطة الحاكمة، بل انفتاحاً حقيقياً على سيادة القانون، والقيم الديمقراطية، وحقوق الشعب الكردي”.
وأكد شيدر أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ موقفاً أكثر حسماً تجاه التطورات الجارية في تركيا، مشدداً على أن أوروبا يجب ألا تقف موقف المتفرج بعد الآن، وذكر بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يدعم بوضوح القوى الديمقراطية في تركيا، وأن يعزز المجتمع المدني، ويرسل رسالة واضحة إلى تركيا، التي تستمر في انتهاج سياسات قمعية لا يمكن أن تكون شريكاً موثوقاً لعضوية الاتحاد الأوروبي ولا للسياسات الأمنية”.
كما نشر أندرياس شيدر تصريحاته عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “امنحوا السلام فرصة”، وقد أثارت الرسالة، التي أُرفقت بصورة لمقاتل من قوات الكريلا يحمل علم حزب العمال الكردستاني، اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وتداولها العديد من أفراد المجتمعات الكردية على نطاق واسع.