قسد… القـ.ـوة التي كسرت ظهر الإرهـ.ـاب وحمـ.ـلت راية الدفـ.ـاع عن شعوب المنطقة

منذ أكثر من عقد، تحوّلت سوريا إلى ساحة لصراعات معقدة، لعبت فيها التنظيمات الإرهابية دوراً رئيسياً في تمزيق النسيج الاجتماعي ونشر الفوضى والدمار. وفي خضم هذا المشهد، برزت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كقوة أساسية قلبت موازين المعركة ضد الإرهاب، ووقفت سداً منيعاً أمام محاولات تحويل المنطقة إلى بؤرة للتطرف والقتل.
تأسست قوات سوريا الديمقراطية عام 2015، استجابة لحاجة مكونات شمال وشرق سوريا لقوة عسكرية موحدة، تدافع عن شعوب المنطقة وتتصدى لخطر تنظيم “داعش” الذي استباح الأرض وقتل وشرّد السكان، محاولاً فرض مشروعه الظلامي. وتضم قسد في صفوفها مقاتلين ومقاتلات من مختلف المكونات القومية والدينية، وهو ما جعلها تعبيراً عن إرادة أبناء المنطقة بكل تنوعهم.
ومنذ انطلاقتها، خاضت قسد معارك مصيرية في وجه التنظيم الإرهابي.وكانت معركة كوباني أول اختبار حقيقي لقدرتها على الصمود، عندما تحوّلت المدينة إلى رمز عالمي للمقاومة في وجه “داعش”. وبعدها، تتابعت معارك التحرير في منبج والطبقة والرقة ـ التي كانت تعتبر المعقل الأهم للتنظيم ـ وصولاً إلى دير الزور والباغوز، حيث أعلن القضاء العسكري على ما يُعرف بـ “خلافة داعش”.
لكن دور قسد لم يقتصر على العمليات العسكرية. فإلى جانب القتال، كانت حريصة على حماية المدنيين، ومواجهة الفكر المتطرف، والعمل على استقرار المناطق المحررة. ساهمت في تأسيس الإدارات المدنية، ودعمت مبادرات التعايش المشترك والسلم الأهلي، ما جعلها قوة مجتمعية بقدر ما هي عسكرية.
قسد ـ التي خرجت من رحم المعاناة الشعبية ـ تواصل حمل مسؤوليتها التاريخية، وتثبت في كل مرحلة أنها ليست مجرد قوة عسكرية، بل مشروع وطني يعبّر عن تطلعات شعوب شمال وشرق سوريا في العيش الحر والمشترك.