
في إطار ردود الفعل الرافضة لما أقدمت عليها الحكومة الانتقالية تجاه مدينة السويداء والطائفة الدرزية الكريمة، والهجوم عليها وتعريض أهلها لخطر الإبادة؛
أعربت “منصة الحوار الوطني النَسوي” عن قلقها لما تشهده مدينة السويداء من تصعيد خطير، ودعت إلى وقف التصعيد، وفتح قنوات حوار مسؤولة يكون للمرأة والمجتمع المدني دور فاعل فيها لا شكلي.
حيث تشهد مدينة السويداء تصعيداً أمنياً خطيراً منذ أيام، إثر اندلاع اشتباكات بين أبناء الطائفة الدرزية وأخرى من العشائر البدوية والتي جاءت بعد سلسلة من حوادث الخطف والاعتداءات، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون وأفراد من قوات الأمن.
أصدرت “منصة الحوار الوطني النَسوي” بياناً أمس الاثنين 14 تموز/يوليو أعربت فيه عن قلقها لما تشهده مدينة السويداء من تصعيد خطير، يهدد السلم الأهلي، ويعيد فتح جراح لم تندمل بعد في الجسد السوري، المثقل بأعباء الحرب والتمييز والتهميش.
وجاء في نص البيان “إن ما يحدث اليوم في السويداء ليس حدثاً معزولاً، بل نتيجة متراكمة لغياب العدالة السياسية، وإهمال الحلول الجذرية التي تُنهي الصراع وتعيد الكرامة لكل السوريين والسوريات، نرفض وبوضوح، منطق العنف والتسلّط، ونرفض الزّج بأي مجتمع محلي في صراعات تُدار بمعزل عن إرادة الناس”.
وأدانت المنصة التي تعمل من أجل السلام والعدالة والمواطنة بشدّة مشاركة بعض أجهزة السلطة في تأجيج هذا النزاع عبر التحريض أو الانحياز أو الفعل المباشر، إنّ الدولة التي يُفترض أن تحمي أبناءها، لا يحق لها أن تتعامل معهم كخصوم، وألا أن تستخدم أدوات القمع لإخضاعهم.
وحذرت من خطابات الكراهية والطائفية “التي تُروّج في موازاة العنف، وتغذّي الانقسام الأهلي وتدفع بمجتمعنا إلى هاوية جديدة، فالوطن لا يُبنى عبر التحريض، بل عبر الاحترام، والمساواة، واعتبار كل مكوّن اجتماعي جزءاً أصيلًا من مستقبل سوريا، نؤكد رفضنا الكامل لكل أشكال العنف، أينما كانت مصادرها، وخصوصاً حين تُستخدم ضد المدنيين العزّل، وذلك إيمانا منا بأنّ كرامة الإنسان السوري نساءً ورجالًا، هي الأساس لأي حل سياسي حقيقي”.
ودعا البيان إلى وقف التصعيد وفتح قنوات حوار مسؤولة يكون للمرأة والمجتمع المدني دور فاعل فيها لا شكلي، مشدداً على ضرورة معالجة الأسباب البنيوية للتوتر، عبر إصلاح سياسي شامل، لا عبر حلول أمنية تُكرّس القمع والانفجار المتكرر “نعلن تضامننا مع أهالي السويداء، مع تقديرنا العالي لكل الأصوات التي ما زالت تتمسك بالعقل والحكمة، رغم ثقل الاستفزازات والخطر، في هذه اللحظة الحرجة، نُجدّد التزامنا في منصة الحوار الوطني النَسوي بقيم السلام والعدالة والمصالحة، ونُشدّد على أن سوريا لا تحتاج إلى من ينتصر فيها بالسلاح، بل إلى من يربّي فيها ثقافة الحياة”.