الذكرى الـ107 لتأسـ.ـيس مـ.ـملكة كردسـ.ـتان في السليمانية: يوم تاريـ.ـخي يُحتفى به

في مثل هذا اليوم من عام 1919، أي قبل 107 أعوام، أسس الشيخ محمود حفيد (البرزنجي) مملكة كردستان في السليمانية بعد طرده “الاستعمار الإنكليزي”، لكن هذه المملكة لم تدم طويلاً بسبب الصراعات بين العشائر الكردية.
بعد الحرب العالمية الأولى، انهار الاحتلال العثماني، وجاء الاحتلال الإنجليزي والفرنسي إلى المنطقة العراقية والسورية الحالية، وواجه كل منهما ثورات متزامنة ومتتالية خلال سنوات احتلالهما.
بعد سقوط إمارة بابان الكردية في السليمانية ومحيطها في عهد الاحتلال العثماني، وبعد مرور 70 عاماً، اندلعت ثورة الشيخ محمود حفيد وتمكن من تأسيس حكومة كردية في السليمانية وسط صراع الاحتلالين البريطاني والتركي، معلناً استقلاله ورافعاً علمه في 23 أيار 1919م.
ومن أشهر المعارك التي خاضها كانت معركة مضيق بازيان (دربندي بازیان)، حيث سيطر الشيخ على المضيق، وتوجد هناك صخرة كبيرة تُعرف بصخرة الحرية، وأصبحت مكان المعركة فيما بعد متنزهاً وحديقة تسمى باللغة الكردية (بەردە قارەمان). يقع مضيق بازيان على الطريق بين محافظتي كركوك والسليمانية.
ألقي القبض عليه ونُقل إلى بغداد، حيث حكمت عليه المحكمة البريطانية بالإعدام، ثم خُفف الحكم ونُفي إلى الهند، حيث مكث في مدينة بومباي لمدة سنتين ونصف.
بعد اتصالات طويلة مع الإنجليز، عاد إلى كردستان في 30 أيلول 1922م، واستُقبل بحفاوة كبيرة من سكان المدينة. صدر بيان مشترك من الحكومة العراقية والبريطانية يمنح الكرد حق إنشاء حكومة كردية، لكن الحكومة البريطانية تنكرت لوعودها للشيخ محمود، فعلن نفسه ملكاً على كردستان في تشرين الثاني 1922م.
شنت القوات البريطانية هجوماً على السليمانية ابتداءً من عام 1923م، وفي تموز 1924م اضطر إلى مغادرة السليمانية، فتوجه إلى شارباجير وخاض حرب الأنصار حتى عام 1927م ضد القوات العراقية والبريطانية. ثم تفاوض مع الإنجليز الذين نَفوه إلى إيران حيث عاش حتى أيار 1930م.
عندما اندلعت انتفاضة 6 أيار 1930م في السليمانية، عاد إليها وتزعم الثورة ضد الإنجليز، واستمرت ثورته حتى أيار 1931م. بعد قمع الثورة، صودرت ممتلكاته ونُفي إلى جنوب العراق حيث قضى حوالي عشر سنوات.
في 11 أيار 1941م عاد من بغداد إلى كردستان، وظل مناهضاً للإنجليز خلال السنوات المتبقية من حياته. مرض الشيخ ونُقل إلى مشافي بغداد، حيث توفي ليلة الثلاثاء 9 تشرين الأول 1956م عن عمر ناهز 76 عاماً، ونُقل جثمانه إلى السليمانية، حيث شيعته المدينة بأكملها ودُفن في مسقط رأسه.
كان الشيخ محمود يحث رؤساء العشائر في المنطقة على الوقوف إلى جانبه ضد الإنجليز، لكن الغالبية منهم رفضوا.
شملت الحكومة التي أعلنها الشيخ محمود مساحات واسعة من إقليم كردستان وصولاً إلى حدود شمال كردستان الحالية، وأعلن اللغة الكردية لغة رسمية وصك عملته.