أمهات الـ.ـسلام يحتـ.ـججن على حـ.ـظر تحـ.ـدثهن بلغتهن الأم داخـ.ـل البرلمـ.ـان

عقد مجلس أمهات السلام المشاركات في لجنة “التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية” بالبرلمان التركي، مؤتمراً صحفياً في مقر فرع جمعية حقوق الإنسان بمدينة آمد (ديار بكر) بشمال كردستان، لتقييم اجتماعات اللجنة.
وخلال المؤتمر، عبّرت نزهات تكي، إحدى المشاركات في اللجنة، عن استيائها من منعهن من التحدث بالكردية داخل البرلمان، قائلة: “ذهبنا بآمال كبيرة إلى لجنة أُنشئت من أجل حل القضية الكردية، لكنهم قالوا لنا إننا لا نستطيع التحدث بلغتنا الأم”.
وأضافت “قلت إنني جئت من آمد وإنني كردية، أردت أن أتحدث بلغتي الأم، لكنهم قالوا إن الحديث بالكردية لن يُسجل في المحاضر، إذا لم أستطع اليوم أن أعبّر عن نفسي بلغتي في البرلمان، وإذا كان الحل سيأتي من دون لغتي، وإذا كانت لغتي ستُنكَر، فأين هو الحل؟”.
وأردفت أن البرلمان كان يستطيع الاستعانة بمترجم لتوثيق كلمات الأمهات بالكردية، لكن الطلب قوبل بالرفض.
من جانبها، شددت سلطانة بوزكورت، وهي من أمهات السلام المقيمات في إسطنبول منذ ثلاثة عقود، على أن الهوية لا تنفصل عن اللغة، وعدّت التعدد اللغوي ثراء للدولة، قائلة: “في الذكرى المئوية لتركيا، إذا لم أستطع التحدث بالكردية في البرلمان، فأين هو الحل؟ نريد دولة تعترف بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لا نريد دولة تقمع لغتنا وثقافتنا”.
أما حواء كران، فقد أوضحت أن الأمهات تعرضن لضغوط لعدم الحديث بالكردية، لكنها أكدت إصرارهن على التمسك بها، وقالت: “نناضل من أجل لغتنا ومن أجل أرضنا، لغتنا هي كرامتنا وهويتنا، ومن دونها سنضيع. إذا لم يكن قائد شعبنا حراً، فلن يكون الشعب حراً أيضاً”.
وشددت على أن ملايين الناس الذين التفوا حول القائد عبد الله أوجلان إنما فعلوا ذلك لأنه يمثل “قوة السلام”: “لقد مدَدنا أيدينا مراراً لأمهات الجنود والشرطة، لكن الدولة لم تُبدِ أي إرادة حقيقية. لو كانت هناك عدالة وحقوق، لما فقدنا أبناءنا، وحتى اليوم، لم تتمكن الدولة من جمع أمهات الجنود والشرطة مع أمهات المقاتلين في لقاء واحد”.
وأوضحت أن “لغة هؤلاء الأمهات ما زالت “لغة الحرب”، إذ يدفنّ أبناءهن ومع ذلك يرفعن صوت المطالبة بالسلام، وشددت على أن الحل يبدأ من تغيير الدستور الحالي الذي وصفته بأنه “دستور يختار العنف والموت”.
وأشارت حواء كران أن القائد أوجلان كان دائماً صوتاً للسلام، ولم يدعُ يوماً للحرب، قائلة: “لقد دعا دائماً إلى تركيا ديمقراطية تعيش بسلام. ثلاث مرات جرى تشكيل طاولة للحوار، لكن الدولة لم تخطُ أي خطوة ملموسة. إذا كان للأتراك حق في هذا البلد، فإن للشعب الكردي حق مضاعف بسبعة أضعاف”.
وأكدت أن الشعب الكردي قدّم خطوات جادة من أجل السلام، لكن الدولة لم تُظهر أي إرادة حقيقية لتحقيق تقدم ملموس.
كما جددت مطالبتها بإنهاء العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وشددت على أن ذلك خطوة أساسية لبناء الثقة وتحقيق حل ديمقراطي عادل.