
بعد تزايد التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية وعن ذوي المعتقلين السياسيين في السجون الإيرانية، وخاصة إبان التظاهرات التي خرجت بعد مقتل الفتاة جينا أميني علي يد سلطان إيران، وبعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، والتي تحدثت عن القمع المستمر للمعتقلين في السجون الإيرانية؛ أدانت وزارة الخارجية الأميركية الظروف “اللاإنسانية” في سجون قرجك ورامين والسجن المركزي في طهران، ودعت المجتمع الدولي إلى محاسبة النظام الإيراني على ذلك.
وجاء في الصفحة الفارسية لوزارة الخارجية الأميركية على منصة “إكس”، يوم الثلاثاء 19 أغسطس/ آب، أن التقارير عن الاكتظاظ الشديد، وانعدام المرافق الصحية، ونقص المياه النظيفة، والحرمان من الرعاية الطبية، تعكس إساءة منهجية بحق السجناء.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن التعامل العنيف مع السجناء أثناء نقلهم أو استخدام التعذيب النفسي يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
كما طالبت الولايات المتحدة النظام الإيراني بضمان ظروف إنسانية، وتوفير الرعاية الطبية، والسماح برقابة مستقلة على مراكز الاحتجاز.
وفي ختام البيان، دعت الخارجية الأمريكية المجتمع الدولي إلى تحميل نظام طهران المسؤولية عن هذه الانتهاكات.
كانت قناة “إيران إنترناشيونال” قد تناولت خلال الأسابيع الماضية في تقارير متعددة أوضاع النساء والرجال المعتقلين في سجون قرجك ورامين وسجن طهران الكبير، مؤكدة أن التقارير تشير إلى ظروف غير مناسبة، قاسية، وغير إنسانية في هذه السجون.
وفي أحدث هذه التقارير، ذكرت “إيران إنترناشيونال” أن سلطات سجن قرجك، رغم تعدد حالات وفاة السجناء في الأشهر الماضية، لا تزال ترفض تقديم الخدمات الأساسية للمعتقلين المرضى أو نقلهم إلى المراكز الطبية، بل إنها تشترط دفع المال مقابل تقديم الخدمات أو السماح بإرسال السجناء إلى العلاج.
وأوضح التقرير أن مسؤولي القسم الصحي في السجن يستمرون في إهمال الرعاية الطبية، ما عرض حياة العديد من السجناء لخطر الموت.
كما أن السجينات السياسيات اللواتي نُقلن إلى قسم الحجر الصحي في سجن قرجك بعد الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين، يواجهن مشكلات كبيرة ويُحتجزن في ظروف غير مناسبة.
وسجن طهران الكبير، الذي يُعد من أكبر وأشد السجون اكتظاظًا في إيران، يتعرض منذ سنوات لانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان وعائلات المعتقلين بسبب سوء ظروف الاحتجاز، والاكتظاظ الشديد، ونقص الخدمات الأساسية، وضعف البنية التحتية.
وقد وردت تقارير عديدة عن هذا السجن تكشف عن غياب المعايير الصحية، وسوء نوعية الطعام، والقيود على الحصول على الخدمات الطبية، والانتهاك المتكرر للحقوق الأساسية للمعتقلين.
وفي وقت سابق، يوم 7 أغسطس (آب)، أُعيد مئات السجناء السياسيين من الرجال، الذين كانوا قد نُقلوا إلى سجن طهران الكبير بعد الهجوم الإسرائيلي، إلى سجن إيفين مرة أخرى.
ومع ذلك، ما يزال عشرات السجناء السياسيين إلى جانب آلاف المعتقلين بتهم جنائية عامة محتجزين في هذا السجن في ظروف قاسية ومحرومين من أبسط حقوقهم.