انعكاسات الارهـ.ـاب والتطـ.ـرف تطرق ابواب كلية الطب في دمشق ..

رزكار إيزيدي
تم التبليغ اليوم عن وفاة طالب في كلية الطب بدمشق من أبناء محافظة السويداء وذلك على خلفية شجار اندلع بين طلاب الكلية ادى الى وفاته وأشارت المعلومات الى ان هذه الحادثة تحمل طابعًا طائفيًا الأمر الذي يعتبر بغاية الخطورة وخاصة انه وقع في صرح أكاديمي عريق كجامعة دمشق يخرّج أهم فئات المجتمع التي تحمل اسمى معاني الانسانية و تحمل ارواح البشر امانة في أعناقها وتعمل على انقاذها ليل نهار بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرق أو الانتماء السياسي أو الفكري.
هذه الحادثة الخطيرة تهدد سلامة البيئة الجامعية وتهدد الرسالة الانسانية السامية و تفرض على كافة الجهات المعنية والمسؤولة ان تدق ناقوس الخطر وخاصة ان الجريمة وقعت في كلية الطب وهو الفرع الأرقى انسانيًا يستوجب اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لحماية الحرم الجامعي في كل مكان للحفاظ على وظيفته الأساسية كمكان للعلم والمعرفة والتلاقي الإنساني، بعيداً عن السياسة والخلافات وكل أشكال الفتن والانقسامات.
ان تجاهل السلطات المعنية لمثل هذه الجرائم هو بمثابة مشاركة فيها و يعتبر هو الامر الأخطر من الجريمة بحد ذاتها حيث يفتح المجال واسعا للضرب في عمق الرسالة الانسانية السامية التي تحملها مؤسسات التعليم العالي في سوريا وتشير الى ان الخطر بات يحدق بالناس في كل مكان وان حصلت هذه الجريمة في كلية الطب اليوم فقد تحصل داخل المستشفيات غداً وبهذا تتمثل اقسى صورة للعنف والجرائم بحق الانسانية ومما لايدع مكانًا للشك ان هذه السلطات بصمتها وتجاهلها عن الجرائم ذات الخلفيات الطائفية داخل سوريا تعتبر متواطئة بشكل كبير بحصول مثل هكذا جرائم وكأن قانون الغاب بات يحكم سوريا عوضا عن قانون الدولة .
فحماية الطلاب ومؤسسات التعليم يفترض ان تكون من اولويات الاجهزة الامنية وفي صلب مهامها الموكلة لها وهي ليست كماليات بل مسؤولية لا يجوز التهاون فيها او التغافل عنها .
وهذه الجريمة تضاف الى سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات والتجاوزات بحق ابناء البلد والتي تُركت بلا مساءلة وبلا قانون يحكمها.