
زار وفدٌ يضم نوّاباً من البرلمانين البريطاني والأوروبي، إلى مناطق الإدارة الذاتية، جاءت هذه الزيارة في إطار توجه بريطاني متجدد نحو تفعيل دور مستقل في ملفات الشرق الأوسط، خاصة بعد “البريكست”، حيث تسعى بريطانيا لإعادة التموقع دولياً عبر بوابات فاعلة، ومن بينها الملف السوري والكردي.
الزيارة تتجاوز الطابع الاستكشافي أو الإنساني، فهي تحمل أبعاداً سياسية واضحة، أهمها:
الاعتراف غير الرسمي بشرعية الإدارة الذاتية كنموذج ديمقراطي محلي ناجح وسط انهيارات الدولة السورية التقليدية.
فتح قنوات دبلوماسية خلفية بين الإدارة الذاتية والحكومة البريطانية، ما قد يمهد في المستقبل لشكل من أشكال التواصل السياسي أو حتى الدعم العلني.
نقل ملف الإدارة الذاتية إلى طاولة النقاش الأوروبي عبر نواب البرلمان الأوروبي المشاركين، ما يُضفي على الخطوة طابعاً دولياً.
بريطانيا تمتلك أدوات تأثير فعّالة في المنطقة، عبر تحالفها مع واشنطن، وموقعها داخل المؤسسات المالية والحقوقية الدولية.
يمكن لبريطانيا أن تلعب دوراً داعماً عبر تقديم مشاريع اقتصادية وتنموية، والمساعدة في بناء مؤسسات الإدارة الذاتية، لا سيما في ملفات الحوكمة، حقوق الإنسان، البيئة، والتعليم.
كما يمكنها دعم المسار السياسي للكرد من خلال الضغط في المحافل الدولية لتضمين ممثلي الإدارة الذاتية في أي حل سياسي نهائي في سوريا.
زيارة الوفد البريطاني مؤشر قوي على تحول نوعي في الموقف الأوروبي، وخاصة البريطاني، تجاه القضية الكردية في سوريا. وهو تطور يمكن للبنية السياسية الكردية أن تستثمره بحكمة عبر توحيد الصف، والمبادرة بخطاب سياسي جامع وعقلاني، استعداداً للتغيرات القادمة في المشهد السوري.