
مرةً أخرى، يُطلّ الإرهاب بوجهه الدموي على شعوب المنطقة الأصيلة والمتجذّرة في أرضها تاريخيًا، في محاولة يائسة لضرب المكوّنات، وضرب نسيج التعايش التاريخي الذي ميّز سوريا عبر العصور.
نحن في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، ندين بأشد العبارات التفجيرَ الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، أثناء إقامة القداس الإلهي، في لحظة روحانية ومقدسة، ما أدّى إلى استشهاد أكثر من 20 شخصًا وإصابة أكثر من 52 آخرين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين كانوا يؤدّون صلواتهم في بيت من بيوت الله.
إنّ هذا الاعتداء الجبان لا يُعدّ فقط جريمة بحق مصلّين عزّل، بل هو اعتداءٌ على القيم الدينية والإنسانية المشتركة. ويأتي هذا العمل في وقت تحاول فيه القوى الظلامية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، استغلال الفوضى والفراغ الأمني لإعادة زرع الخوف، عبر ضرب الرموز الروحية والمجتمعية التي تجسّد التعايش المشترك.
نحن في “حزب الاتحاد الديمقراطي PYD” إذ نعبّر عن تضامننا الكامل مع أسر الضحايا والجرحى، ومع أبناء الطائفة المسيحية في دمشق وسائر أنحاء العالم، نجدد دعوتنا إلى موقف وطني جامع، يتكاتف فيه السوريون جميعًا لمواجهة مشاريع الفتنة والإرهاب، والحفاظ على ما تبقى من الروح السورية الجامعة، وإرساء أسس ديمقراطية تشاركية، واحترام كامل لحقوق جميع المكوّنات السورية، بعيدًا عن الاستبداد والتطرّف الديني، الذي أثبت التاريخ أنه لا يورّث إلا الدم والدمار.
ونؤمن أن من حق جميع السوريين أن يعيشوا بكرامة وأمان، وأن تُصان حرياتهم ومعتقداتهم، وأن تبقى دُور العبادة مصونة من كل عدوان.
الرحمة للشهداء، الشفاء العاجل للجرحى، والعار لكل من يعتدي على شعبنا تحت أي ذريعة.
حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD)
23/06/2025