أخبار

“طالبان” تسيطر على قندوز وتحتدم المعارك في ساري بول

سيطرت حركة “طالبان”، الأحد 8 أغسطس (آب)، على مدينة قندوز الكبيرة في شمال أفغانستان. وباتت قندوز ثالث عاصمة ولاية تستولي عليها الحركة خلال 48 ساعة، فيما تحتدم المعارك في عاصمة ولاية رابعة.

وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في قندوز “سقطت قندوز. سيطرت طالبان على جميع المباني الرئيسة في المدينة” التي وقعت ثلاث مرات بأيدي المتمردين منذ 2015.

وفي ساري بول، وهي عاصمة ولاية أخرى في شمالي غرب البلاد “دخلت طالبان وسط المدينة” و”القتال مستمر في الشوارع”، وفق النائبة في البرلمان عزيزة جاليس.

والسبت، سقطت شبرغان معقل أمير الحرب السابق عبد الرشيد دستم بأيدي “طالبان”. وقد عاد دستم الأسبوع الجاري إلى أفغانستان بعد تلقيه العلاج في تركيا.

وسيطرت “طالبان” على أجزاء واسعة من الأرياف في أفغانستان منذ أطلقت سلسلة هجمات في مايو (أيار) تزامنت مع بدء آخر مراحل انسحاب القوات الأجنبية.

والجمعة، سقطت زرنج في نيمروز في أيدي “طالبان” “من دون قتال”، وفق نائب حاكم الولاية، فكانت بذلك أول عاصمة ولاية تنجح الحركة في السيطرة عليها.

وأوضح أن “القوات الأمنية والمسؤولين انسحبوا إلى منطقة تبعد نحو 20 كيلومتراً عن المدينة. وهم كانوا مستعدين لذلك، خصوصاً من خلال نقل ما يكفي من الذخيرة للدفاع عن أنفسهم ضد هجوم طالبان”.

وسيطرت “طالبان” على مناطق ريفية شاسعة في الأشهر الثلاثة الماضية، وبدأت توجه الآن هجماتها إلى المدن الكبرى، محاصرة عديداً من عواصم المقاطعات، بما فيها قندهار وهرات، ثاني وثالث كبرى مدن البلاد.

وفي حين أن السيطرة على زرنج، عاصمة مقاطعة نيمروز الصحراوية على الحدود الإيرانية، ليست ذات أهمية استراتيجية كبرى، فإن استسلام القوات الأفغانية يمثل إشارة مقلقة للبلدات المعزولة الأخرى.

على وسائل التواصل الاجتماعي، تشير الرسائل التي تنشرها “طالبان” إلى ترحيب حار من المدنيين في زرنج، المدينة التي تنتشر فيها الجرائم.

لكن من غير الواضح ما إذا كانت ردود الفعل هذه تشير إلى دعم حقيقي للمتمردين، أو ما إذا كان المدنيون يحتاجون إلى إظهار دعمهم للمسلحين من أجل ضمان بقائهم على قيد الحياة.

وأطلق المتمردون، وفق مسؤولين، سراح جميع السجناء في زرنج.

وصرح مسؤول كبير في نيمروز لوكالة الصحافة الفرنسية، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن “قوات الأمن الأفغانية تفقد معنوياتها بسبب الدعاية المتواصلة لطالبان”.

وقال “حتى قبل هجمات طالبان، تخلت العديد من القوات الأفغانية عن أسلحتها، ونزع الجنود بزاتهم العسكرية وتركوا وحداتهم وفروا”.

وروى الناشط راسخ معروف لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف من قندوز، المدينة الشمالية التي تحاصرها “طالبان” منذ أسابيع، أن الاشتباكات اندلعت الليلة الماضية قرب وسط المدينة، لكن “طالبان” لم تتمكن من تحقيق مكاسب جغرافية.

وأوضح أن القوات الحكومية “دافعت بقوة” عن المدينة، لمنع دخول “طالبان”، مضيفاً أن الأخيرة استخدمت “قذائف هاون وأسلحة ثقيلة”.

أما القوات الأفغانية فلجأت إلى الضربات الجوية، بحسب ما قال مسؤولان محليان. وتابع الناشط “أغلقت العديد من المتاجر، وبقي الناس في منازلهم لحماية أنفسهم”.

قال الدكتور فضلي، مسؤول الصحة في ولاية قندوز في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية في الصباح، نقل 38 جريحاً و11 قتيلاً من المدنيين إلى المستشفى الرئيس في المدينة منذ استئناف القتال الليلة الماضية.

وأضاف أن “سيارات الإسعاف لا تستطيع التنقل بسبب القتال”، لافتاً إلى أن هذه الأرقام قد تزداد خلال النهار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى