تقاريرمانشيت

وسائل الإعلام التركية تروج بأن الأمور تتجه بين تركيا وإسرائيل نحو خانة العداء..وماذا عن ورقة أردوغان الجديدة للبحث عن نفوذ بالشرق الأوسط

كيف لمعرقل عملية السلام أن يكون راعياً لها، وأنّى لمدمّر الديار أن يكون بانيها، ذلك لسان حال الكثير من شعوب الشرق الأوسط، حول رئيس النظام التركي رجب أردوغان، الذي لم يجد حرجاً في بث الخطابات والتصريحات مع بدء الحرب على قطاع غزة ليستعرض من خلالها نفسه كوسيطٍ لإرساء الاستقرار والتهدئة وأنه قادر على قيادة دفة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بل في عموم الشرق الأوسط.
تصريحات أردوغان التي يقدم نفسه بها على أنه وسيط للسلام، تستدعي التساؤل عما إذا كان نظامه قادراً على لعب هذا الدور، المناقض لأدواره الهدامة في العديد من الدول، بدءاً بسوريا التي اختلق ذرائعَ عديدةً للتدخّل فيها واحتلال أراضيها خدمة لمخططاته التوسعية، واقتناصه الفرص والثغرات للاستثمار في الأزمات، كالتدخّل في ليبيا وتهديد أمن العراق وغيرها من دول المنطقة، وتهجير الأرمن من إقليم آرتساخ.

رئيس النظام التركي الذي يملك سجلاً حافلاً في استغلال الأحداث والأزمات لا سيما إحياء الصراعات في الشرق الأوسط، تلقف الأحداث في قطاع غزة بتصريحات لا تخلو من دعمه لحركة حماس غير أنها أخفت وراءها أبعاداً لا تمس علاقاته الوطيدة مع الجانب الإسرائيلي.

فنبرة أردوغان تجاه إسرائيل لم تتجاوز حد التنديد على خلاف ما تروّج له وسائل إعلام تركية على أن الأمور تتجه بين تركيا وإسرائيل نحو خانة العداء بين البلدين، بالمقارنة مع الأحداث التي سبق وأن تعرض لها قطاع غزة في 2018 حين وصف أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإرهابي أعقبها سحب سفيره من تل أبيب.
الحرب الإسرائيلية على غزة حملت عنوان البيانات والمواقف المتضاربة، بيد أن موقف النظام التركي بدا واضحاً، فمع اشتعال الصراع في القطاع أرسلت تركيا باخرة محملة بأطنان من الخضروات رست في ميناء حيفا، دعماً لإسرائيل، بحسب وسائل إعلام.

لكن رغم العلاقات القوية بين الجانبين، يبدو أن رئيس النظام التركي يعتمد في خطاباته اللهجة المنضبطة والمتوازنة، بحيث لا تثير غضباً إسرائيلياً قد تكون له ارتدادات على العلاقات التركية مع الدول الغربية التي تشهد فتوراً وتشابكاً أصلاً، ولا التفريط بقاعدته الجماهيرية التي غالبيتها من المسلمين المحافظين.

السلام برعاية أردوغان لا يخدم سوى نهجه البراغماتي الذي يتخذ من الصراعات في المنطقة وسيلة للعب على جميع أطرافها بغرض تعزيز مكانته الإقليمية وتلميع صورته لدى الغربيين للحصول على صفقات ومكاسب تمنحه تحركاً أكبر في المنطقة.

رئيس النظام التركي يطرح نفسه وسيطاً لرعاية السلام والتهدئة في الشرق الأوسط بينما تعريه استراتيجيته المتمثلة بجر المنطقة إلى دائرة عدم الاستقرار والقتال الدائم لبحث عن نفوذ له في خرائط الدول العربية والهيمنة على مقدراتها في مسعى منه لإحياء إمجاد الدولة العثمانية البائدة على أراض مناطق عانت وما تزال من استطالات التدخل التركي.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى