أخبار

حكومة دمشق تحاول فـ ـرض تسـ ـويات في ريف دمشق خوفاً من توسع الاحتـ ـجاج

تتصاعد التوترات وفوضى السلاح في مناطق مختلفة من ريف دمشق الخاضعة لحكومة دمشق ، بالتزامن مع إطلاق النظام حملات تسوية جديدة تشمل بلدات المصالحات في المنطقة، بعد انتشار دعوات شعبية للخروج في مظاهرات منددة بالأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

وآخر حوادث الاضطراب، مقتل الشاب نذير الشعبان المنحدر من بلدة زاكية بريف دمشق الغربي، على يد عناصر من ميليشيا محلية تتبع للفرقة الرابعة، بعد استهدافه بشكل مباشر بطلقات في الصدر، مما أشعل الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين شبان من أهالي البلدة وميليشيا الفرقة، قبل قيام الأهالي بإحراق مقرها ليلة الأربعاء الماضي.

انفجار بعد الاتفاق

وخلال الأسبوع الماضي، دفعت قوات دمشق بتعزيزات أمنية وعسكرية إلى محيط بلدة زاكية الخاضعة لاتفاق مصالحة روسية مع فصائل ما تسمى المعارضة التي كانت تسيطر على المنطقة بريف دمشق الغربي، مهددة باقتحامها على خلفية انتشار عبارات على جدران البلدة ودعوات للتظاهر ضد حكومة دمشق.

وهدأت التوترات في البلدة في 27 آب/أغسطس الماضي، بعد توصل الوجهاء وضباط في جيش النظام وفرع المخابرات الجوية المسؤولة عن الملف الأمني في بلدة زاكية، إلى اتفاق يقضي بإجراء تسوية للمطلوبين أمنياً وترحيل 17 آخرين خارج البلدة ومنع أي مظاهر للاحتجاج في المدينة، قبل أن تنفجر الأوضاع مجدداً عقب مقتل الشعبان.

وبحسب مصادر محلية، فإن نذير الشعبان الذي قتل مؤخراً، ورد اسمه ضمن قائمة المطلوب ترحيلهم، وهي قائمة قد أعدت بناءً على تقارير كيدية ترفعها ميليشيا معاوية طعمة التي تتبع لـ”الفرقة الرابعة” بشكل دوري لفرع 227.

وأوضحت أن هذه الاشتباكات لم تكن الأولى، في ظل انتشار الفوضى والسلاح بيد عناصر المليشيات المحلية التي تستغل حماية النظام وأفرعه الأمنية لهم، إذ سبق أن شهدت البلدة العديد من الاشتباكات بين السكان وميليشيا الطعمة التي تعمل على تصفية حساباتها القديمة مع مقاتلي المعارضة السابقين. 

ولا يختلف الوضع كثيراً في بلدات كناكر ووادي بردى التي تشهد حصاراً عسكرياً من قبل النظام بالتزامن مع تعزيز الحواجز الأمنية بمدرعات وعناصر من الفرقة السابعة، للضغط على السكان من خلال عرقلة دخول المواد والسلع، والتفتيش الدقيق عن مطلوبين سابقين وفارين من الخدمة الإلزامية.

وعلى خلاف انتشار الدعوات للتظاهر في وادي بردى احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، لم تشهد منطقة كناكر توترات أمنية، الأمر الذي دفع وجهاءها لرفض الخضوع لمصالحات جديدة، وإصرارهم على اتفاق المصالحة مع روسيا.

ويقول الباحث السياسي في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، إن المناطق التي تخضع لتسويات روسية في ريف دمشق ودرعا وريف حمص، تحاول الحفاظ على هامش عجز النظام على الانتقام منها، من خلال التمسك بالاتفاق الروسي وبعض الضمانات التي قدمها من منع انتشار الجيش والمخابرات.

ويقول: “رغم عدم التزام روسيا بضماناتها كاملاً، إلا أن خشية مناطق المصالحات أن يكون مصيرهم بيد النظام فقط، وما يتبعه من أشكال الانتقام البشعة التي شاهدوها في مناطق أخرى، تجعلهم متمسكين باتفاقهم مع روسيا”.

الاحتجاجات قادمة

ويعتبر علوان أن فشل النظام في اغتنام الفرص الكثيرة التي وفرتها روسيا من خلال إعادته إلى مناطق المعارضة، وإصراره على الحل الأمني، والفساد الاقتصادي والفلتان الأمني جعل الناس في حالة احتقان دائم.

ويضيف: “ليس الخشية من الانتقام فقط ما يدفع الأهالي إلى رفض النظام، إذ أن سوء إدارة الموارد والأوضاع المعيشية المتفاقمة وتحول النظام إلى مصدر الفوضى والفاعل الرئيسي بانتشار المخدرات والعصابات، جعل السوريين يستغلون كل فرصة للتعبير عن قلقهم وما وصلوا إليه”. 

وتؤكد التحركات الأخيرة للنظام في مناطق ريف دمشق وتجنيده المزيد من العناصر، ورفع حالة الاستنفار الأمني، مخاوفه من توسع دائرة الاحتجاجات على الأوضاع المعيشية التي تشهدها محافظتي السويداء ودرعا، وقلقه المستمر من وجود مقاتلي المعارضة في مناطق ظلت لسنوات خارج قبضته الأمنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى