أخبار

مفاجأة كيسينجر بخصوص حرب أوكرانيا


ضرب ” العزيز هنري” من جديد، إذ أحدث وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر ، مفاجأة في مداخلة له خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ، عبر اقتراحه من أجل تسهيل العودة إلى المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، عبر الطلب من كييف وجوب النظر في التنازلات الإقليمية لروسيا ، بدلاً من الرغبة في استعادة شبه جزيرة القرم والدونباس.
للوهلة الاولى ، تسود الغرابة إزاء طرح الثعلب السياسي الاميركي، لكن الواقعية السياسية التي آمن بها هذا الدبلوماسي العريق البالغ من العمر ٩٨ عاماً، تفرض عليه اخذ مواقف من هذا النوع مثل تنازل اوكرانيا النهائي عن شبه جزيرة القرم والتفاوض حول الدونباس. لكن سرعان ما اثار ذلك غضب الرئيس الاوكراني زيلينسكي الذي قال: ” إن تقويم السيد كيسنجر لا يشير إلى عام 2022 وإنما إلى عام 1938، وأنه يعتقد أنه يخاطب جمهورا ليس في دافوس وإنما في ميونيخ في ذلك الوقت”.
ويشير زيلينسكي بذلك إلى اتفاق وقعته كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا في عام 1938 في ميونيخ، لمنح الديكتاتور النازي أدولف هتلر أراضي فيما كانت آنذاك دولة تشيكوسلوفاكيا ضمن محاولة فاشلة لإقناعه بالتوقف عن مواصلة التوسع في ضم الأراضي.
ويبدو ان الرئيس الاوكراني المستند في مقاومته الى دعم كبير من واشنطن ولندن ، فوجيء اكثر بتحذير كيسنجر الذي شدد على وجوب ” بدء المفاوضات في غضون الشهرين المقبلين قبل أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات وتوترات في العلاقات الدولية بأوروبا”.
بالرغم من الحماس المبالغ به من قبل بعض الدوائر الغربية ورهانها على الحاق فشل استراتيجي بروسيا في حرب أوكرانيا، اخذت تعلو اصوات تدعو لعدم القطيعة النهائية مع روسيا وبوجوب ايجاد حل سياسي. ومن ابرز تلك الاصوات مجموعة “الحكماء” التي اسسها مانديلا في ٢٠٩٧ وًطالبت بإنهاء المعاناة الإنسانية التي سببتها هذه الحرب من خلال الدبلوماسية محذرة من تداعيات هذه الحرب على السلام العالمي وأسعار الغذاء .
من الناحية العملية يدعو كيسنجر الى جعل اوكرانيا جسرا بين اوروبا وروسيا ، وتذكر اهمية روسيا للقارة الاوروبية حتى لا تندفع شرقا نحو احضان الصين والهند . تبدو صرخة كيسنجر مثل الصرخة في البراري اذا لم تسمع قبل فوات الاوان.

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى