أخبار

مديرية الآثار في إقليم الفرات: تركيا تمارس إبادة ثقافية وتاريخية لمناطق الادارة الذاتية

تحارب دولة الاحتلال التركي شعوب المنطقة بشتى الطرق، فتارة تبيدهم بطائراتها ومدافعها وتارة تحرق حضاراتهم بسلب ونهب قطعها الأثرية التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ.

واصل الدولة التركية هجمات الإبادة على جميع أجزاء الكردستاني. إلى جانب عمليات القتل والتصفية الجسدية تركز الدولة التركية المحتلة بشكل رئيس على اجتثاث الكرد من جذورهم في محاول لإظهارهم كشعب بلا تاريخ.
في المناطق المحتلة تخاض حرب ثقافية وتاريخية بكل المقاييس
ففي مدينة عفرين المحتلة وحدها تشير الإحصائيات الصادرة من مديرية الآثار بمدينة عفرين المحتلة إلى قيام المرتزقة بسرقة القطع الأثرية من المواقع والتلال الأثرية هناك ونقلها إلى تركيا وبيعها في الأسواق السوداء، حيث وثقت المديرية إلى الآن تعرض أكثر من 60 موقعاً أثرياً وأكثر من 30 مزاراً لمختلف الأديان والمذاهب للتخريب.

الرئيس المشترك لمديرية الآثار في إقليم الفرات علي سليمان قال لوكالتنا: “إن المناطق التي تم احتلالها من قبل الدولة الفاشية التركية تمارس فيها إبادة ثقافية، وتاريخية، وعنصرية بكل المقاييس، فدولة الاحتلال تسعى إلى إزالة أي أثر للشعوب التي استوطنت في المنطقة، كما وتخوض حرباً تسعى من خلالها إلى تزييف التاريخ الحضاري الأصيل للمنطقة”.
وتابع سليمان: “دولة الاحتلال التركي إلى الآن دمرت أكثر من 55 موقعاً أثرياً والتي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ كموقع النبي هوري في جندريسه التابعة لمدينة عفرين المحتلة، بهدف تزييف الهوية الحضارية للمجتمعات التي تعيش في المنطقة، لأنها تعبر عن الجذور التاريخية لهذا الشعب”.
‘العمليات التخريبية تتوسع وهوية الشعوب في خطر’
وتوسعت عمليات التخريب في المناطق المحتلة في الفترة الأخيرة ففي البداية كانت مقتصرة على النهب والسلب والتخريب أما الآن فبعد أن نهب ما بداخلها يتم تفجيرها لمحو أي أثر لحضارة كانت ذات يوم صلة الوصل بين الحاضر والماضي.
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن مديرية الآثار بمدينة عفرين المحتلة، فإن مساحات التخريب توسعت في التلال الأثرية وبالتحديد تلال كشور وتل حبشكو.
وفي هذا السياق قال سليمان: “إن الهدف من هذه الحرب هو طمس هويتنا ومحو وجودنا، فالمناطق التي تم احتلالها كسري كانيه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض وعفرين تمثل قلب الحضارات في المنطقة، ففيها سطر تاريخ الشعب الكردي عبر تلاله الأثرية والتي يعود تاريخها لآلاف الأعوام، كما أثبتت الدراسات من قبل مؤرخي الغرب في تلك المناطق، واليوم هذه المناطق عرضة للنهب والسلب، والدمار وتاريخ الكرد في خطر”.
واختتم الرئيس المشترك لمديرية الآثار في إقليم الفرات علي سليمان حديثه بالقول بأنه يجب إيقاف هذه الحرب، وحماية ما تبقى من آثار المنطقة، مناشداً كل المثقفين في المنطقة وكل المؤسسات المعنية بحماية الآثار بضرورة التحرك فوراً قبل فوات الأوان، ورفع صوتهم في وجه المعتدين علَّ صوتهم يوقظ ضمير المنظمات الحقوقية المعنية ليقوموا بواجبهم ويوقفوا هذه المجازر بحق شعوب المنطقة وبحق حضارات هذه المنطقة.
يذكر أنه ليست الآثار وحدها التي تتعرض للنهب والسلب في المناطق المحتلة، وبالتحديد مدينة عفرين التي تمارس فيها كافة أشكال الحروب فيقطع فيها الشجر، ويهدم الحجر، ويخطف المواطنون، وعمليات التغيير الديمغرافي تسير فيها بشكل علني أمام مرأى المجتمع الدولي وبمساعدة دول خارجية كالكويت وقطر اللتين تمولان بناء المستوطنات هناك.
ADARPRESS#

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى