مقالات رأي

الحوار الكردي – الكردي على الأبواب

د . أحمد ابراهيم

تنتظر جماهير شعبنا الواسعة وحركته السياسية وقواه الوطنية وأصدقاء الشعب الكردي والسوري ، بفارغ الصبر الجولة الجديدة المرتقبة للحوار الكردي – الكردي ، لما له من اهمية بالغة في ترتيب البيت الكردي والذي ستنبثق عنه مرجعية كردية عليا تضع خارطة طريق لحل القضية الكردية العادلة في سوريا وتمثل الكرد في جميع المحافل الوطنية والإقليمية والدولية وصولاً إلى جنيف وحتى حل القضية السورية وفق القرار الأممي ٢٢٥٤ .
إن الاتفاق الكردي – الكردي سيشكل نواة حقيقية في كل التفاهمات مع شركاء الوطن ويكسبها قوة وتلاحماً في روج آفايي كردستان وشمال و شرق سوريا وفي سوريا عموماً ، وبالتالي سيساهم بشكل مباشر في إنهاء مأساة الشعب الكردي والسوري .
وعلى النطاق الكردستاني والإقليمي سيكون الاتفاق الكردي – الكردي اللبنة الأساسية في وحدة الصف الكردستاني وانبثاق مجلس قومي يعمل للحغاظ على الأمن القومي الكردي ويساهم بقوة في حل القضية الكردية وحماية مصالح الكرد العليا بما في ذلك حق تقرير المصير وإنهاء مأساة شعب طال أمدها ، مع ترسيخ أسس الديمقراطية والعيش المشترك والحفاظ على السلم الأهلي .
إن المتتبع للأحداث والتطورات الجسيمة التي رافقت وتلت ما سمي بالربيع العربي ودمرت شعوباً بأوطانها يستنتج بشكل واضح خططاً جديدة لهيكلة أو إعادة هيكلة للمنطقة وبشكل خاص بين الأعوام ١٩٢٣ – ١٩٢٥ م ، حيث تفقد جميع الاتفاقيات والمعاهدات وفي مقدمتها سايكس – بيكو ولوزان قيمتهما القانونية نظراً لانتهاء مدتها والبالغة ١٠٠ عام .
لذلك تسعى كل من تركيا وإيران مستفيدتين من إمكانياتهما الذاتية والإقليمية كدولتين محوريتين وبالإعتماد على القوى الراديكالبة الإسلامية – كل بطريقته – على إعادة أمجاد امبراطورياتها المقبورة على حساب شعوب المنطقة وأمنها وسلامة أراضيها ، من هنا تبرز أهمية تلاحم الكرد من جهة وبقية شعوب المنطقة من جهة أخرى في صد وردع الإحتلال الاستيطاني لأراضيها بحجج واهية مضللة وخادعة .
ولما كان الكرد المتضرر الأكبر من التوسع العثماني والفارسي بحكم جيرة الأرض والجغرافيا فعليهم أن يختاروا إما الاتفاق والتوحد والتلاحم مع شعوب المنطقة في احباط تلك المخططات الإحتلالية اللإنسانية والقادمة من خارج التاريخ أو العودة إلى واقع و نتائج معركة جالديران عام ١٥١٤ م. ومانجم عنها لاحقاً في معاهدة قصر شيرين عام ١٦٣٩م والتي قسمت جغرافية كردستان علناً بين العثمانيين والفرس .
فلكم حرية الاختيار في حواركم أيها السادة – طرفي الحوار الكردي – إما أن تستمروا و تعيشوا تابعاً ذليلاً دون كيان وتضيعوا الفرصة التاريخية بعاملها الموضوعي القوي والذي قد لا يتكرر أو تتفقوا وتضعوا حداً للذرائع والحجج والتحديات بكل أنواعها وتعيشوا أحراراً وأسياداً في أوطانكم بعزة وشرف .
لكم الإختيار في تبعية خدام الخادم – xulamê xulame أو السيادة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى