تقاريرمانشيت

المشافي الحكومية في سوريا تتعامل مع المـ*ـرضى كفـ*ـئران تجارب

تفتقر المشافي الواقعة في مناطق سيطرة حكومة دمشق في حلب للكادر الطبي والتمريضي، وباتت الخدمات الطبية فيها شبه معدومة وسيئة جداً.

أكثر من عقدٌ من الحرب، أُلحقت أضرار بالغة بالبنية التحتية في معظم الجغرافيا السورية، وطال الدمار كافة القطاعات الموجودة فيها، وخاصة القطاع الطبي الذي كان له نصيب كبير من الدمار، نتيجة الصراع على السلطة، الأمر الذي أدّى إلى مقتل وإصابة وهجرة عدد كبير من العاملين في المجال الطبي.

ونتيجة لذلك، انعدمت الخدمات الطبية، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، ويعود ذلك لعدة أسباب منها؛ ضعف الدخل والأجور وهجرة الكادر الطبي والتمريضي نتيجة الحرب وسوء الأوضاع المعيشية.

استطاع مراسل وكالة هاوار الوصول إلى مصادر في مشفى “الرازي، وابن الرشد، ومشفى حلب الجامعي، وغيرها” الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق في مدينة حلب، للكشف عن أوضاعها.

‘لا تذهب إلى المشافي الحكومية دون واسطة’

قال أحمد، “اسم مستعار” لأحد الأطباء الذين يعملون في مشافي حكومة دمشق، وشاهد على كل ما يحدث داخلها “تشهد هذه المشافي تدهوراً في الخدمة الطبية، تعود أسبابه إلى ضعف أجور الممرضين والأطباء وهجرة الكادر الطبي والتمريضي نتيجة الحرب”.

“لا تذهب إلى المشافي الحكومية دون واسطة”، بهذه الكلمات بدأ أحمد حديثه عن كيفية استقبال المشافي للمرضى، وقال: “إن لم يكن عندك واسطة، فستعاني أكثر من مرضك، ستدور وتدور وتدور ولن تتلقى العلاج المطلوب”.

وعن آلية الفحص والمعاينة في هذه المشافي، والتي تولّد الخوف والشكوك لدى المرضى، وتجعلهم يترددون في التوجه إليها، قال أحمد “يصبح المريض فأر تجارب لديهم، إذ لا يتم فحصه من قبل مختصين، وإنما من قبل متدربين مبتدئين، (طلاب السنة الأولى أو الثانية في الطب)، ولكن نتيجة الوضع المعيشي الصعب يلجؤون إليها”.

ذكر الطبيب أحمد أمثلة عن الحالات التي يتم فحصها من قِبل الطلاب بدلاً من مختصين، وقال “حالات الإسعاف تحتاج إلى تشخيص سريع، ويُفضل فحصها من قبل اختصاصي أو طالب سنة خامسة طب، أو اختصاص على الأقل؛ لأن حياة المريض تكون على المحك، لكن نتيجة رفض الأطباء المختصين فحص المريض، فإنه يقع في أيدي طلاب السنة الأولى وفي أفضل الحالات طلاب السنة الثانية”.

افتقار المشافي إلى الكادر الطبي

“الراتب لا يكفي مصروف المواصلات للوصول إلى المشفى”، يؤكد الطبيب أحمد أن هذه ستكون الإجابة إن سألت أحد الأطباء عن سبب عدم مجيئهم إلى المشفى.

المعدات متوفرة، لكنها تفتقر للأطباء والفنيين، أوضح أحمد أنه عندما تُعطل بعض الأجهزة يستغرق إصلاحها مدة طويلة بقوله “تعطّل جهاز الطبقي المحوري في المشفى، ما أجبر المرضى على التصوير خارج المشفى بأسعار تعجيزية، واستغرق إصلاحه شهراً كاملاً”.

لا أجرؤ على إجراء عملية في المشافي الحكومية

إحدى المريضات رفضت إجراء العملية في المشافي الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق لعدم ثقتها بإمكانية نجاح العملية، شيرين “اسم مستعار” قاطنة في حي الأشرفية بالقسم الواقع تحت سيطرة حكومة دمشق، قالت “ما عندي واسطة، يستحيل أن أفكر بإجراء عملية في المشفى الحكومي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى