حواراتمانشيت

رياض درار يقيم عام 2021 وبأنه عام لترتيب الأوراق الدبلوماسيا، وهناك ماهو جديد وايجابي في المستقبل القريب لسوريا

شهد عام 2021 الكثير من الأحداث، السياسية بالنسبة للملف السوري، العالق، بين مختلف القوى والمصالح الدولية والاقليميا، بدا من استانة وسوتشي، ومرورا بما يطلقه اردوغان من تهديدات بشن عمليات عسكرية، وانعدام اي مبادرة من جانب حكومة دمشق للتحاور مع المعارضة، وانتهاءا بما تقوم به مجلس سوريا الديمقراطية من حراك سياسي ودبلوماسي من شأنه توحيد القوة المعارضة لبناء سورية ديمقراطية تعددية للجميع.
وللخوض في ثنايا جميع هذه المحاور، تحدث لموقع “آداربرس ” الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار قائلا:” في الحقيقة شهد عام 2021 الكثير من الأحداث الهامة بالنسبة الملف السورية، وسوف ابدء من الدور الروسي ومايقوم به، فهي تحاول الالتفاف أكثر من مرة على المسائل من أجل تقريب النظام إلى السيطرة والحل، قد تبيّن ذلك في اتفاق درعا، الذي تم الانقلاب عليه، مما جعل النظام يسيطر على درعا بشكل أوسع، بالإضافة إلى تمدد الميليشيات وحزب الله في المناطق في درعا، وبالتالي فقد زاد الطين بلة ولا يمكن أن نعتبر هذا الاتفاق الذي قام على تسويات مذلة إنه تحقيق لحل،و هناك سعي أيضاً من موسكو لإدارة ملف شمال وشرق سوريا عبر الضغط بالوسيط التركي المستمر في تصعيده وتهديده ومُسيّراته، وهذا أمر مكشوف، ولكن لا يمكن أن ينجح؛ لأن الواقع في شمال وشرق سوريا مختلف عن درعا، وبالتالي فإن إدارة الحل يجب أن تكون مختلفة، خاصة بالوجود الأميركي الذي لديه رؤية مختلفة في مسألة الحل والتوافقات”.
وفي سياق أخر، شهد عام 2021 انعقاد جولات عديدة لما تسمى اللجنة الدستورية ومسار أستانا إلا أنها فشلت، تحدث درار قائلا:” مسارات التفاوض في العام 2021 وما شهدته اللقاءات في اللجنة الدستورية تدل على فشل مستمر، اللجنة الدستورية منذ إنشائها هي محاولة التفاف على القرارات في جنيف، وهي أيضاً مشروع تمطيط في الوقت حتى يستقر النظام ويستطيع عبر المساند والمؤيد الروسي أن يستعيد سيطرته على المناطق، وبالتالي فإن اللعبة الدولية خاصة عبر مسار اللجنة الدستورية هي محاولة التفافية على كل القرارات، ولذلك دائماً تؤدي إلى خيبة أمل لأنه لا يوجد تصور جدي لحل أو اتفاق، والمشكلة في أن المعارضة ترى أن هذا آخر ما بين يديها مما يجعلها موجودة على الساحة بوساطة قرار دولي يعترف بالمعارضة، لكن هذا الأمر وحده لا يكفي لأن القرارات الدولية التي تعترف بأي قوة ما يمكن أن تنتهي إلى ذوبان هذه القوة بعد مسارات الفشل المستمرة، ويأتي قرار جديد ليتحول المجتمع الدولي عن هذه الاعترافات وهذه القرارات، لذلك على المعارضة من أجل إنهاء المأساة السورية أن تعيد قراءة الواقع من جديد، وتسعى إلى ما يدعمها في مواقفها وليس إلى السير وراء خطط الدول المتحكمة”.
أردف:” إن المعارضة السورية التي تتبع لأستانا في اتصالاتها أو تتبع للرأي التركي في قراراته، هي لن تصل إلى نتيجة إذا لم تعمل مع بقية السوريين، وهذا ما ندعوها إليه باستمرار في التواصل مع مجلس سوريا الديمقراطية الذي على الأقل يسيطر بقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية على أرض تستطيع أن تكون مكان استناد، وقوات تستطيع أن تدافع عن القرارات، ورؤية سياسية يمكن أن يدعمها المجتمع الدولي ويعيد رسم السياسات من جديد، ونحن بانتظار أن تعي أطراف المعارضة في الائتلاف وفي هيئة التفاوض هذا الأمر لنصل إلى مسار جديد مدعوم دولياً، وقادر على المواجهة لرسم كل السياسات الإيجابية للحل في سوريا”.
وأما فيما يتعلق بالعلاقات بين ممثلي الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، والحوار المزمع، قال:” أي اتفاق سيجري بين دمشق والإدارة الذاتية يمكن أن يخفف المعاناة، ولكنه بالتعنت الموجود لدى ممثلي السلطة لا يمكن أن يكون هناك اتفاق أولاً ولا يمكن أن نصل إلى نتائج تحقق أي فائدة، لأن الطريقة التي يراها النظام هي العودة كما كان بسيطرته وبإخضاعه للآخرين، وبتغوله في مفاصل الدولة والمجتمع، الأمر تغير ويجب أن تقرأ الأمور بطريقة جديدة وأن نصل لتفاهمات حقيقية، وكل مسارات التسوية والمقاربات للتطبيع مع النظام وحتى سكوت أميركا على بعض التحركات، هو ترك فرصة للتأقلم مع حل يمكن أن يُبنى عليه خطىً جديدة تقوم على تعديل سياسة النظام، ولكن هذا الأمر يبدو أنه طويل الأمد وقد لا يأتي بنتيجة لذلك سيبقى الشعب متأثراً بما يجري، والأميركي أيضاً يسعى إلى حفظ هيبته في قراراته التي اتخذها، وبالتالي فهو يصرح دائماً بعدم الاعتراف بالأسد، ما يجعل الذين يفكرون بمصيره في إجراء تغييرات في مسار الحل الذي يشترك فيه السوريون أقل قدرة على الحركة، ويمكن أيضاً أن يتراجعوا في لحظة ما أمام الضغط الأميركي إذا لم يتم تحقيق ما يهدف إليه الأميركي كما قلنا من سياسة تعديل مسارات النظام أو تعديل سياسة النظام”.
وعن ما يقوم به الاحتلال التركي من هجمات، وتهديدات بشن عمليات عسكرية، قال:” التركي هو محتل في سوريا ولا يمكن أن نراه إلا محتلاً، كل محاولات التركي هي السعي لمواجهة ظهور كانتون كردي في الشمال، وهذه أوهام وليست حقائق، لأنه في شمال وشرق سوريا لدينا سعي مستمر لإعطاء التطمينات أن المشروع هو مشروع سوري، وإن الكورد السوريين يعملون من أجل مواطنة حقيقية ومشروع ديمقراطي يحقق حضور كل المكونات على أرضية الاعتراف والمساواة، و التهديدات المستمرة من تركيا هي نوع من دفع الصراع إلى خارج مناطق تركيا لإشغال الشعب التركي عن المصائب التي أوصلهم إليها الحزب القائد في تركيا “حزب العدالة والتنمية” لأن سياسات هذا الحزب أنهكت الاقتصاد التركي والليرة التركية وجعلت الأمور تزداد سوءاً، لذلك فإشغال الشعب عبر هذه التهديدات والانتهاكات مستمر ولكن دون جدوى لأن التركي لا يستطيع أن يدخل حرباً وهو بهذه الضائقة.
كما أن المجتمع الدولي، أميركا وروسيا خاصة، بسبب عدم التفاهمات في الزيارات الأخيرة التي قام بها أردوغان من أجل أن يحقق مكاسب ويبتز مرة أخرى عبر اللعب على حبلي الروسي والأميركي لم تصل إلى أي نتيجة، وبالتالي هو يتخبط في الداخل، لذلك لا يستطيع أردوغان أن يتقدم خطوة في تهديداته، وعندما تراجع لم يعد يستطيع أن يحل أزماته الاقتصادية، باعتقادي أن التركي في دخوله إلى سوريا صار من ضمن الأطراف المستنزفة وخاصة أطراف أستانا، الإيراني والتركي والروسي كل منهم بزاوية، استنزاف الاقتصاد في تركيا، والنزيف الاقتصادي والبشري في إيران، ومزيد من فقدان الهيبة الروسية وتشويه السمعة، كل ذلك يجري في سوريا لهذه القوى المتدخلة، والأميركي يدير أزمة من الخلف ويدفع بهذه القوى إلى مزيد من التخبط مهما حاولت أن تصل إلى نتيجة؛ لأن الأميركي بالنتيجة موجود وبدونه لا يمكن أن يصلوا إلى أي حل في المنطقة”.
وعن رؤيته لحل الأزمة السورية ومسار الصراع والتنافس الدولي فيها خاصة بين روسيا وأميركا، قال:” أعتقد أن المقاربة الأميركية في المنطقة تتمثل قراءتها في أن خصوم أميركا في سوريا سيتأثرون، إيران التي هي امتداد للصراع، الأميركي يسعى لاحتوائها، ولذلك يدير سياسات طويلة الأمد ومليئة بالصبر معها، فبالنسبة لروسيا وهي منافس دولي، أميركا لن تتراجع أمامها بل تسعى لتركها تخوض في المستنقع وحدها، وتقدم خسائر لا تنتهي، إلا إذا تمت الموافقة الأميركية على إنهائها باتفاق على حل سياسي يرضيها، لأن الهيبة الأميركية لا تقبل أن تتراجع أمام الضغط الروسي المستمر عبر حلفائها في أستانا التركي والإيراني.
كذلك التركي، تحدثنا عنه هو أيضاً، يعاني نزيفاً في الاقتصاد، وهذا يؤثر على مواقفه، وعلى التركي أن يعود إلى الحضن الأميركي ويتوقف عن العناد؛ لأن التلاعب بين روسيا وأميركا لم يخدم النظام الأردوغاني.
بالنسبة لمعاناة الشعب السوري لن تنهيها اتفاقات بينية، لأن الجميع محكوم بالقرارات الأميركية في مسألة قانون قيصر والحصار، ولأن هذا النظام لا يمكن الاعتماد عليه بأن يكون شريكاً في الحل، هو سلّم أمره للإيراني والروسي، وبالتالي قراره ليس بيده، أما المعارضة ممثلة بالائتلاف وهيئة التفاوض هي أيضاً ضعيفة”.
اختتم الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، حديثه، قائلا:” لابد أن توحد المعارضة قرارها وموقفها ورؤيتها، وأن تقبل أن تجعل من شمال سوريا منطقة موحدة وتشارك فيها وإن كان بإدارتين لا مركزيتين، لكنهما تتفاعلان عبر وسائط الدعم الاقتصادي، أو مساعدات أمنية وعسكرية وبدعم أوروبي وأميركي، وبتحييد التركي الذي يجب أن يعيد الأراضي المحتلة، ويشارك كضامن حقيقي، ويمكنه بذلك أن يحافظ على أمن حدوده وأن يستفيد من الكعكة السورية في تلك المناطق، ويحقق توازنا اقتصادياً عبر العلاقات المتبادلة بين شمال وشرق سوريا وشمال غرب سوريا، حيث يمتلك الطرف التركي أطول حدود له مع سوريا، يمكنه أن يقيم علاقات حقيقية فيها الكثير من النجاح عبر عودة المهجرين وعبر تخفيف الضغط عنه، وإمكانية بناء مشروع مدعوم دولياً يواجه النظام ويسقط الاستبداد.
آداربرس/خاص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى