حواراتمانشيت

سياسي كردي الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية: يجب أن توفر بيئة ملائمة للحوار

كان من المفترض أن يكون هناك حوار سوري_ سوري، يجمع بين ممثلي الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، ولكن لا توجد أي بوادر لقعد هذا الحوار، في الوقت الذي صرح فيه ممثلي مسد  بأنهم على استعداد للحوار مع حكومة دمشق، والاخيرة تماطل ولا يصدر عنها أي ردة فعل.

وبالرغم من المساعي الروسية ودعواتها الرسمية لممثلي مسد لزيارتها، واللقاء بهم الا أنها غير جادة في عقد الحوار بين الجانبان كما يصفها البعض، ومحاولاتها بأن تكون طرف في معادلة لحل الأزمة السورية،  ودعواتها لقوى وأحزاب كردية أخرى كالمجلس الوطني الكردي أيضا لإنعاش الحوار بين كافة الأطراف.

وحول هذا الموضوع تحدث لموقع ” آداربرس” عضو المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي – سوريا، الدكتور عبدالوهاب أحمد، وقال:” أن أي حوار بحاجة إلى عوامل نجاح؛ من حيث توفّر البيئة الملائمة، وإرادة نجاح الحوار، والمسألة التي يدور حولها هذا الحوار “.

وأضاف أحمد” اعتقد ما نسمع به بين الفينة والأخرى بين ممثلي مسد والنظام من لقاءات لا يتوافق مع هذا المبدأ، فغالباً ما تأتي الدعوة للحوار بين الطرفين في ظروف غير طبيعية قسرية، إما بسبب وجود تصعيد أو تهديد تركي بشن عملية عسكرية ضد المناطق التي تسيطر عليها قسد، أو تتزامن مع مخاوف من تغيرات محتملة لسياسات بعض الدول المؤثرة في الأزمة السورية مثل أمريكا وروسيا”.

وأشار بأن “كل ما يشاع على أنه حوار ( سوري – سوري)  بعيد عن الواقع، فالنظام لم يكن جاهزاً لأي حوار بمعناه الحقيقي بشأن المسائل الوطنية ومنها الكردية لا قبل الثورة السورية ولا خلالها ، و مسد  لا يحمل معه إلى دمشق ملفات خارجة عن طبيعة فهم النظام وتعاطيه مع الملف الكردي منذ ما يقارب النصف قرن .

ويعتقد أحمد أن ما يجري بين مسد و النظام السوري لا يتعدى سقف البحث في تفاهمات أمنية وعسكرية وإدارية يعود بموجبها النظام إلى مناطق شمال شرق سوريا بكافة مؤسساته ، يحفظ مصالح الطرفين بالدرجة الأولى في الوضع الراهن ، واستجابة اي طرف منهم لمثل هذا النوع من ” الحوارات” خاضعة لتطورات الوضع السوري عسكرياً ولسياسات الدول الفاعلة في الأزمة مثل أمريكا وروسيا .

وأما بالنسبة لزيارة الوفود سواء ممثلي مسد او المجلس الوطني لروسيا، قال أحمد :” لا اعتقد بأن هنالك ربط بين زيارة وفد المجلس الوطني الكردي و وفد مسد إلى موسكو ، كل وفد يحمل أجندات مختلفة عن الآخر، فالمجلس الوطني الكردي يتطلع إلى إقامة افضل العلاقات السياسية والدبلوماسية مع موسكو وبقية الدول المؤثرة في حل الأزمة السورية ، ولروسيا دور مهم ومحوري يمكن البناء عليه سواء عبر دعم ممثلي الشعب الكردي وقضيته في العملية السياسية وفق مسار جنيف، أو من خلال تقديمها لمشروع حل سياسي مستدام مبني على مراعاة خصوصية الشعب الكردي في سوريا.

وأضاف بأن زيارات المجلس الوطني الكردي إلى موسكو دوماً ضمن هذا السياق ، أما بالنسبة لزيارة وفد مسد اعتقد كانت لها علاقة بموقف موسكو الثابت من تشجيع مسد وقوات سوريا الديمقراطية للحوار مع النظام وفق الرؤية الروسية وتطورات الوضع العسكري في المناطق التي تسيطر عليها قسد تزامناً مع التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية في الشمال السوري ، والجدية الروسية في التعاطي مع الأطراف السياسية متعلقة بطبيعة فهمها لأجندات أو مشروع كل طرف  ودوره سوريا المستقبل” .

وأما فيما يتعلق بعدم جدية الموقف الروسي بمسألة الحوار للتقارب بين جميع الأطراف المعنية لحل الأزمة السورية، قال عبد الوهاب،:” بأن الموقف الروسي واضح في مسألة الحوار مع النظام ليس فقط بين الكرد والنظام وانما بالنسبة لكل القوى السياسية والمناطق التي خرجت من تحت سيطرة قوات الأسد بعد اندلاع الثورة السورية، تسعى موسكو بكل وضوح إلى إعادة سيطرة النظام وسيادته على كامل الجغرافية السورية تحت مسمى “مصالحات وطنية ” كالتي حدثت في درعا ومناطق أخرى سورية قبل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد، وذلك تعزيزا لموقف النظام ، ودعماً لدورها ونفوذها في سوريا ، ولعبت دوراً رئيسياً في خفض مناطق التصعيد في سوريا عبر سياسة التسويات ، وفي هذا الإطار تأتي دعواتها المتكررة لتشجيع الأطراف السياسية ومنها مسد وقسد للحوار مع النظام دون تقديمها لضمانات حقيقية أو رعاية له”.

اختتم عبدالوهاب أحمد عضو المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي – سوريا حديثه، قائلا:” ياعتقادي ستستمر في هذا الاتجاه بالتنسيق المباشر مع تركيا وتوافقات غير معلنة مع الإدارة الأمريكية  لحصر الأزمة السورية في المسار السياسي  والبدء بالعملية السياسية وفق مسار جنيف” .

آداربرس/ خاص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى