تقارير

تلخيص رؤية جيمس جيفري حول المعابر والمواقف

تحرص الحكومة الأمريكية على إبقاء باب الهوى مفتوحاً. والمشكلة هي أن مختلف الأطراف لديها مصالح في سوريا، لذا فإن القرار لا يتوقف فقط على وضع المدنيين في إدلب. فإسرائيل قلقة من هجمات «حزب الله» من سوريا؛ وتركيا قلقة من «حزب العمال الكردستاني» وفروعه السورية؛ وتشعر واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون بالقلق من تنظيم «الدولة الإسلامية». وهذه كلها مخاوف حقيقية، ويجب على السياسة الأمريكية أن تأخذها جميعاً في الحسبان.

عندما واجهت واشنطن التهديدات السابقة لروسيا باستخدام حق الفيتو في كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو 2020، رفضتها باعتبارها محاولات سافرة لابتزاز مجلس الأمن الدولي وانتزاع تنازلات. وقد ساهم ذلك الموقف الأمريكي الحازم في عزل موسكو بما يكفي بحيث أذعنت في النهاية وسمحت باستمرار آلية المساعدات.

وفيما يتعلق بالتطبيع مع بشار الأسد، لم تحصل الدول التي قطعت شوطاً بعيداً في هذا الاتجاه على أي شيء في المقابل. فلم يحصل الأردن على أي منافع تجارية؛ ولم تشهد الإمارات أي معارضة للتورط الإيراني في سوريا. لذا فإن تقديم تنازلات إلى الأسد لا يُجدي، وأن الدول الأخرى تدرك ذلك. وستتخذ بعض الأطراف خطوات إضافية تجاه التطبيع، لكنها ستكون محدودة.

وبناءً على ذلك، على الرئيس بايدن أن يوضح لفلاديمير بوتين بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يقبلوا بتطبيع مقاربة الأسد تجاه الانشقاقات الداخلية، والتي شملت حتى الآن حملة تطهير عرقية واسعة النطاق، ومقتل نصف مليون شخص، ومجال عمليات واسع للإرهابيين. كما لن يقبلوا بالرؤية الأمنية الإقليمية التي تطبقها روسيا وإيران في الشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، على واشنطن أن تظهر أنها مستعدة للمساومة على حاجات موسكو الأساسية في سوريا، بما فيها إقامة حكومة صديقة واحترام الالتزامات العسكرية المحلية لروسيا. ورغم أن الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على سلوك الأسد المرعب، إلا أنها لا تحاول الإطاحة به.

وحتماً تؤثر هذه الاعتبارات على الموضوع الإنساني. فواشنطن ترغب في رؤية بعض المساومات على المعابر الحدودية – وكحد أدنى، تجديد لمدة اثني عشر شهراً ووضع حد لتهديدات روسيا باستخدام حق النقض. وفي المقابل، بإمكانها اتخاذ بعض الخطوات التي ترغب بها موسكو أيضاً، بما فيها إدخال تعديلات طفيفة على العقوبات. لكن لا يجدر بها الموافقة على نظرة بوتين القائمة على تحقيق انتصار عسكري شامل للأسد.

ومن حيث المبدأ، لا يجب أن تكون المشاكل الإنسانية على غرار آلية المساعدات العابرة للحدود موضوعاً للتفاوض. فالمشكلة هي أن روسيا أظهرت استعدادها لإغلاق المعابر، لذا فمن الضروري الانحراف قليلاً عن هذا المبدأ للحفاظ على حياة المدنيين.

آداربرس/ معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى