تركـ.ـيا تمدّد احتـ.ـلالها في كردستان رغم وقـ.ـف إطـ.ـلاق الـ.ـنار

على الرغم من وقف إطلاق النار ووجود عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، طلب الرئيس التركي من البرلمان تمديد مدة العمليات العسكرية التوسعية في إقليم وغرب كردستان، كما طلب إرسال مزيد من القوات إلى هاتين المنطقتين الكرديتين.
الإعلام التركي نشر مذكرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشار فيها إلى تمديد مدة العمليات العسكرية التوسعية لجيشه في اقليم وغرب كردستان لثلاث سنوات إضافية.
المذكرة التي وُجهت أمس إلى البرلمان التركي بطلب من الرئيس، تتضمن الدعوة إلى تمديد عمليات الجيش الخارجية في اقليم وغرب كردستان حتى عام 2028، إلى جانب الإشارة إلى إرسال قوات عسكرية إضافية إلى المنطقتين.
وجاء في المذكرة أن “التهديدات التي تستهدف الأمن القومي التركي على الحدود لا تزال قائمة”، وأن “حالة الاستقرار الدائم لم تتحقق بعد”، ولهذا طالب أردوغان بتمديد العمليات العسكرية التوسعية لمدة ثلاث سنوات أخرى.
كما تطرّق الرئيس التركي في المذكرة إلى “وحدة الأراضي العراقية والسورية”، محذرًا مما سماه “تهديدات” حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووجّه تلميحًا غير مباشر نحو إقليم كردستان، معتبرًا أن هذه القوى “تهدد وحدة الأراضي العراقية والسورية”.
وفي محاولة لإضفاء شرعية على هجماته، استند أردوغان إلى قرارات الأمم المتحدة، قائلًا إن قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن احترام سيادة العراق وسوريا، وقرار الأمم المتحدة رقم (2170) الذي يدعو جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ “الإجراءات اللازمة لمواجهة داعش والمنظمات المشابهة”، تمنحه الغطاء القانوني لاستمرار العمليات.
يُذكر أن البرلمان التركي كان قد وافق في عامي 2014 و2023 على إجراء عمليات عسكرية داخل أراضي إقليم وغرب كردستان، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الدولة التركية لحظة عن شنّ الهجمات ضد قوات الكريلا وحركات الحرية والشعب الكردي عمومًا.
الهدف من هذه العمليات لا يقتصر على استهداف حزب العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب، بل يمتد ليشمل السيطرة الفعلية على أراضي العراق وسوريا، إذ تعتبر تركيا – وفق ما تشير المذكرة – مدنًا مثل دمشق، حلب، الموصل، وكركوك “جزءًا من إرثها التاريخي” وتسعى لاستعادتها ضمن خططها الاستراتيجية طويلة الأمد.
وبحسب المذكرة، من المقرر أن يُصوّت البرلمان التركي على تمديد التفويض في 30 من الشهر الجاري، لمنح الحكومة الحق في تنفيذ عمليات عسكرية خارجية حتى عام 2028، والسماح بإرسال مزيد من القوات.
تأتي هذه الخطوة في وقتٍ أطلقت فيه تركيا منذ عام تقريبًا “عملية السلام والمجتمع الديمقراطي” بقيادة القائد عبد الله أوجلان، حيث أوقف مقاتلو الكريلا عملياتهم العسكرية منذ سنة، لكن رغم ذلك، تواصل الدولة التركية هجماتها على إقليم وغرب كردستان دون توقف.
في الأيام الأخيرة، نشرت منظمة CPT الامريكية تقريرًا أشار فيه إلى أن الجيش التركي يواصل بناء قواعد عسكرية جديدة على جبل متينا، وشقّ طرق عسكرية بين قواعده في مناطق زاب وآفاشين ضمن حدود ناحية آميدي، إضافة إلى تدمير الغابات وقطع الأشجار في منطقة زاب ونقلها إلى داخل الأراضي التركية.
كما أشار التقرير إلى أن الجيش التركي لا يكتفي بشق الطرق بين قواعده العسكرية داخل أراضي الإقليم، بل يمدّ هذه الطرق إلى داخل القرى المأهولة.
إن المذكرة التي قدّمها الرئيس التركي لتمديد مدة العمليات العسكرية وبناء قواعد جديدة في إقليم كردستان، تُعدّ مؤشرًا واضحًا على أن الدولة التركية لا تنوي اتخاذ أي خطوة نحو عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، بل على العكس، تسعى إلى تصعيد عملياتها التوسعية والعدوانية أكثر فأكثر.