اللامـ.ـركزية والـ.ـتعايش المشترك… أسـ.ـاس بناء مجتـ.ـمع ديمقـ.ـراطي مستقر

يُعتبر النظام اللامركزي من أهم النماذج الإدارية التي أثبتت فعاليتها في شمال وشرق سوريا خلال السنوات الأخيرة، حيث مكّن المجتمعات المحلية من تنظيم شؤونها وإدارة مناطقها وفق احتياجاتها وظروفها الخاصة.
هذا النظام أعاد توزيع الصلاحيات بشكلٍ عادل بين الإدارات المحلية، وفتح المجال أمام مشاركة واسعة من الأهالي في صنع القرار، ما ساهم في تعزيز روح المسؤولية الجماعية وترسيخ مبدأ الديمقراطية القاعدية التي تنطلق من المجتمع نفسه.إلى جانب ذلك، شكّل التعايش المشترك بين المكونات حجر الزاوية في هذه التجربة. فقد أثبت أبناء المنطقة من كردٍ وعربٍ وسريانٍ وأرمن وغيرهم، أن العيش المشترك والمساواة هما الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم. المشاركة المتكافئة في المؤسسات المدنية والعسكرية، والاعتراف المتبادل بالحقوق الثقافية واللغوية، جعلت من التنوع مصدر قوة لا خلاف.
تُظهر التجربة أن اللامركزية ليست مجرد أسلوبٍ إداري، بل هي نهج لبناء مجتمعٍ متوازنٍ وديمقراطيّ يضمن العدالة الاجتماعية ويمنع عودة التسلط والاحتكار السياسي. كما أن اعتمادها على مشاركة المجتمع في اتخاذ القرار جعلها أكثر قرباً من الواقع واحتياجات الناس اليومية.
بهذا الشكل، بات نظام اللامركزية والتعايش المشترك في شمال وشرق سوريا نموذجاً عملياً يُظهر إمكانية بناء سوريا ديمقراطية تعددية، تُدار فيها المناطق بإرادة شعوبها، وتُصان فيها قيم الحرية والمساواة والكرامة الإنسانية.